طالب رئيس المركز العربي للتغذية الدكتور عبدالرحمن مصيقر بالتدخل الفاعل لخلق المزيد من الوعي العام تجاه المجتمع لاكتساب الوعي السليم بنظام التغذية السليمة مستعرضاً العديد من العوامل التي تؤدي إلى العادات الغذائية غير الصحية، وتطرق بالحديث إلى أنواع متعددة من المواد الغذائية التي تؤثر سلباً على صحة الإنسان، وتهدد مستقبله الصحي بشكل واضح، ومن ثم تطرق للحديث عن الأصناف الغذائية الصحية التي تحقق للفرد حياة صحية أفضل. و تطرق إلى تفنيد عدد من المواد الغذائية التي تحقق للإنسان توازناً صحياً مثالياً؛ وجاء من بينها التنبيه على عدد من المواد الغذائية المسببة للدهون المشبعة، والأملاح المضافة مثل البطاطس المقلية مع الصلصلة، ورقائق البطاطس وغيرها من المواد الغذائية عالية الكربوهيدرات، والمنخفضة في قيمتها الغذائية، لاسيما وأنها عادة ما تكون مصحوبة بمشروبات ذات محتوى عالٍ من السكر؛ الأمر الذي يجعل من كل منها أكثر خطراً على الصحة. ونبه الدكتور مصيقر إلى أن الوضع الأكثر تعقيداً هو الوضعية التي يتم بها تناول مثل هذه الأطعمة والتي غالباً ما يتم تناولها في وضع الجلوس المستمر في السيارة أو أمام شاشة التلفزيون؛ مشيراً إلى أن عدم ممارسة الرياضة يعد في مقدمة العوامل الرئيسية التي تقود إلى السمنة وبالتالي إلى سوء الصحة عموماً. وفي إطار ورقته العلمية أشار إلى دراسة تبين أن أكثر من (53%) من الرجال في المملكة يعانون من أسلوب حياة خاملة، و(27%) منهم يعيش جزئية بسيطة من الحياة، في حين أن (20%) فقط هم ممن يتمتعون بحياة صحية من خلال القيام بالعديد من الأنشطة الصحية التي تحافظ على مستوياتهم من اللياقة الصحية المثالية. وقال ان المجتمع الخليجي يعاني بمجموعة من الأمراض المرتبطة بالتغذية ويمكن تقسيم هذه الأمراض الى نوعين رئيسيين: مشاكل مرتبطة بالنقص في الوعي الصحي والعادات الغذائية الخاطئة مثل:فقر الدم (20-50%) والنحافة عند أطفال ما قبل السن المدرسي (10-20%) ونقص فيتامين د ومشاكل مرتبطة بالتغير في نمط المعيشة مثل: وأمراض القلب (30-35% من الوفيات) والسرطان (12% من الوفيات) وداء السكري (نسبة الإصابة 15-20% عند البالغين) وزيادة الوزن والسمنة (50-70% عند البالغين) وهشاشة العظام وتسوس الأسنان (60-80% من أطفال المدارس) . واكد ان من أهم العوامل المرتبطة بزيادة الإصابة بالأمراض المرتبطة بالتغذية قلة تناول الخضراوات والفواكه حيث تشير معظم الدراسات ان تناول الخضراوات والفواكه أقل من المعدل المطلوب وتبين ان حوالي 30% من الأطفال والمراهقين يتناولون الفواكه والخضراوات يومياً، أما الباقي فبعضهم لا يتناولونها أو يتم تناولها بشكل غير منتظم وبكميات أقل من المعدل السموح به.وقلة تناول الحليب بالرغم من ان انتاج الحليب متميز بخاصة في المملكة ، إلا ان تناول الحليب سواء عند الأطفال أو البالغين مازال قليلاً ولقد وجد انه كلما كبر عمر الطفل قل تناوله للحليب وازداد تناوله للمشروبات الغازية. وزيادة تناول الأطعمة الدسمة وتشمل الأطعمة الدسمة الأطعمة السريعة وكذلك بعض الأطعمة الشعبية . وأوضحت الدراسات أن نسبة الدهون في العديد من الأطعمة التي يتم تناولها في المنزل عالية مثل ذلك المندي والأطعمة المقلية بخاصة السمبوسة وغيرها.وزيادة تناول الأطعمة الغنية بالملح حيث يعتبر تناول الأطعمة المالحة من العادات الغذائية السائدة في المجتمعات الخليجية والعربية، وقد تم تعويد الأطفال على هذه الأطعمة منذ الصغر ومن أكثر الأمثلة على ذلك البطاطا المقلية المملحة وكذلك الاندومي والذي يعتبر غنياً بالصوديوم (الملح) والمعروف ان تعويد الأطفال على الأغذية المالحة قد يساهم في زيادة ضغط الدم عندهم في المستقبل.والفطام المبكر وحيث انه درجت العديد من الأمهات بتقديم أغذية وخلطات عشبية للأطفال الرضع في سن مبكرة، أي في الثلاث شهور الأولى من عمر الطفل، وهذا يساهم في تركه للرضاعة الطبيعية وكذلك تؤثر على صحته ونموه. وقلة النشاط البدني بحدوث تغير كبير في النشاط البدني والحركة في المجتمعات الخليجية وتبين الدراسات ان نسبة الأشخاص النشطين قليلة جداً. وفق دراسة في السعودية على الرجال وجد ان 53% منهم غير نشيطين وان 20% يمارسون النشاط البدني بانتظام، والباقي (27%) لا يمارسون النشاط البدني بانتظام بل بشكل متقطع.وتأثير وسائل الإعلام بخاصة التلفزيون وتشير معظم الدراسات ان طول فترة مشاهدة التلفزيون مرتبطة بالسمنة والخمول، كما وجد ان الأطفال والمراهقين عادة ما يتناولون الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية أثناء مشاهدة التلفزيون مثل البطاطا المقلية والمشروبات الغازية والأطعمة السريعة مما يساعد في زيادة وزنهم، كما تبين ان الأطفال يتأثرون بإعلانات الأغذية التي يشاهدونها في التلفزيون وهذا يشجعهم بشكل أكبر في زيادة تناول هذه الأطعمة. ايضاً الاعتقادات الخاطئة نحو الغذاء للأسف الشديد فان هناك العديد من الاعتقادات الخاطئة نحو الغذاء والمنتشرة في المجتمعات الخلجية وهذا ساهم في ممارسة عادات غذائية غير سليمة على الأطفال والمراهقين وبالتالي أثر على الحالة الصحية لهؤلاء. ومن أكثر الاعتقادات انتشاراً تلك المتعلقة بانقاص الوزن واستخدام الخلطات العشبية وكذلك حفظ واعداد الطعام.ونقص الوعي الغذائي والصحي ومازالت المجتمعات الخلجية تعاني من نقص شديد في المعلومات الغذائية الصحيحة ويرجع ذلك الى قلة البرامج الإعلامية الموجهة للجمهور الخليجي للتوعية بخصوص العادات الغذائية السليمة، كما ان انتشار المعلومات الخاطئة عن طريق الجرائد والمجلات والانترنت وبعض القنوات الفضائية قد خلق بلبلة عند الجمهور في التفريق بين الصواب والخطأ وساهم في هذه البلبلة عدم رد الجهات الرسمية على الإشاعات وتقييم المعلومات الخاطئة. وقال الدكتور مصيقر ان من أهم الجوانب التي يجب أن توضع في الاعتبار لتعزيز التغذية الصحية في دول الخليج العربية هي زيادة برامج التوعية الصحية من خلال وسائل الإعلام.وتعزيز المناهج الدراسية والجامعية المتعلقة بالتغذية والصحة العامة.,تدريب العاملين الصحيين في مجال ضبط ومراقبة مشاكل التغذية.,إجراء برامج نوعية وحلقات نقاشية في مجال التغذية السليمة للمدرسين والأخصائيين الاجتماعيين والممرضين والأطباء.والتركيز على برامج الصحة الوقائية. ودعم وتشجيع النشاط البدني في المدارس وفي المجتمع.والاهتمام بالرد على الإدعاءات الغذائية الخاطئة والتي تصدر في وسائل الإعلام.والاهتمام بسن القوانين والتشريعات الصحية والغذائية بخاصة تلك المتعلقة بوصفات الحمية (الريجيم) والخلطات العشبية.