إلى كلُ أم ٍ مُطلقة جحدتها الظروف والظنون ولكن خلقت فيها صموداً وقوة وجعلتها تتحمل الصعاب من أجل ابنائها الذين تركهم أبوهم بحجة مزاجٍ متعجرف وكلمة مُدّوية طالق.. لم تأبه لذلك كله بل وضعت همّ التربية قبل نفسها، وكانت هي الاحتواء والحب والأمان لهم، وها هي ذي تجني ثمرات التعب والكدح والنصب، ويحملونها من ربتهم وسهرت عليهم هذه الأم المكافحة تستحق أن نشكرها ونحملها فوق كل سطورنا فهي إضافة حقيقية لكيفية الوصول إلى الهدف المبتغى بكل سموٍ واقتدار. هذه الأم رسالة لي ولك ولها وللمجتمع بألا يكون ظالماً لغيره، بل منصف يقترب من الحلول والصواب ويطبقه إن لامسه ولا يحاول بشتى الطرائق أن يجعل من ضعفه ثغرة تقهقهره وتنقله إلى ظلام ٍ دامس يُثقل حراكه ولا يُقدّمه أبداً. كم نحتاج إلى أن نكون في كل يوم مُجدّدين للنوايا الصافية، أصحاب رأي ابيض، ومشورة صادقة، وروية أصيلة لا نجرّ عقولنا خلف غضبنا، بل نهدأ ونحاور حتى نصل إلى نتيجة حقيقة وليست وهمية شيطانية ترسمها عجرفتنا التي عادت إلى الحياة من وحل الغضب، فالأمهات المكافحات اللاتي وقعن ضحية أزواجٍ يشتاطون غضباً ولا مبالاة ورأي أغبر، ومن ثم طُلقّن أو من طلبن الخلع منهن، يستحققن أن تكون لهن حفاوة مادية واجتماعية من المجتمع، وتُرفع لهن القبعات، وتُحكى مسيرة كفاحهن في المجالس والمدارس والدور؛ لإنهن رفعن الرؤوس بهذا الكفاح واستطعن أن يخرجن لنا صٌلاّحاً وصالحات ولمجتمعهن، لذا علينا أن نلغي أي غشاوة سوداء سددنا بها بصرنا عنهن، ونجعلهن ينطلقن بإبائهن الذي يرينا الحياة أكثر إتزاناً ووضوحاً. فسلمهن الله وبوركت طموحاتهن التي جعلتني اعتبر الكفاح أغلى الصفات عندي.