كشف وزير النفط والغاز الليبي الدكتور عبدالباري العروسي عن استعداد ليبيا للتفاوض مع المملكة للسماح لشركة ارامكو السعودية بالاستثمار المباشر في ليبيا بما في ذلك استكشاف واستخراج النفط في الأراضي الليبية ودعا الدكتور عبدالباري العروسي خلال لقائه مع رجال الأعمال السعوديين بمقر غرفة الشرقية مساء أمس الأول الشركات السعودية للاستثمار في بلاده خصوصا في القطاع النفطي، مؤكدا وجود فرص استثمارية واعدة في هذا القطاع بمختلف أنشطته ومجالاته، إضافة إلى قطاعات اقتصادية أخرى، يتنافس على الاستفادة منها عدد من المستثمرين الأجانب. وكشف العروسي النقاب اعتزام مستثمر سعودي لإنشاء مصنع للسكر وآخر للاسمنت مبينا أن المفاوضات في هذا الصدد مستمرة، متوقعا انتهاء الإجراءات خلال النصف الثاني من العام الجاري و بعدها سيتم توريد المعدات اللازمة، مشيرا إلى أن المستثمر السعودي طالب بإنشاء منطقة حرة، حيث تم اختيارها لتكون في مدينة مصراته، مقدرا حجم الاستثمارات بنحو 450 مليون دولار موزعة على 250 مليون دولار لمصنع الاسمنت و 200 مليون دولار لمصنع السكر. مضيفا بأن المنتجات السعودية موجودة في الأسواق الليبية بكثافة، ونحن نعمل من أجل زيادة حجم التبادل التجاري مع الأشقاء السعوديين. وأعرب الدكتور عبدالباري عن شكر الشعب الليبي لمواقف حكومة خادم الحرمين الشريفين إبان حرب التحرير والدعم الكبير الذي قدمته المملكة للشعب الليبي خلال تلك الفترة، مبينا أن زيارته جاءت وفقا للتنسيق مع وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي في نوفمبر الماضي، وقد تركز الحوار حول سبل الاستفادة من خبرات المملكة وإمكانياتها في المجالات النفطية والبتروكيماوية. وذكر إن زيارته أمس الأول لأرامكو السعودية جاءت بمثابة زيارة تعارف، حيث تم الحديث في أمور عامة إذ كشفت لنا هذه الزيارة عن إمكانية للاستفادة من خبرات أرامكو السعودية في تطوير صناعة النفط و الغاز الليبي، متوقعا قيام وفود ليبية بزيارة أرامكو مستقبلا، من أجل توقيع اتفاقيات في مجال التدريب والاستفادة من المنظومات الموجودة لديها وفي مجال الاكتشاف وبرامج الإنتاج والغاز الطبيعي. ولفت العروسي إلى أن توجه بلاده في الوقت الحاضر ليس صوب الانفتاح على الحكومات العربية فقط، بل للانفتاح على القطاع الخاص في الوطن العربي الكبير، منطلقين من أن ليبيا بحاجة إلى دعم أشقائها العرب، ليس في مجال البترول بل في شتى المجالات كالتعليم والسياحة والصحة والبنية التحية، لافتا لوجود خطة لإنشاء مؤسسة تهتم بشؤون المستثمرين الأجانب، خصوصا العرب منهم. وحول الحوافز التي تقدمها ليبيا للمستثمر الأجنبي قال العروسي إننا بصدد إصدار قوانين جديدة لدعم المستثمرين الأجانب ونرحب بأي فكرة تصلنا من إخواننا العرب، والسعوديين بوجه الخصوص، ولدينا قانون يعفي المستثمر الأجنبي من الضرائب لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد لثلاث سنوات أخرى، كما ان هذه القوانين تتيح المجال للمستثمر أن يملك نسبة أكثر من 65 % من أي مشروع مشترك، على ان تكون النسبة الباقية للشريك الليبي، وارتأينا أن تكون هذه النسبة للشريك الأجنبي كي تتاح له فرص الإدارة والتطوير. وقال إن هناك فرصا استثمارية واعدة أمام المستثمر السعودي في ليبيا، فهناك مشاريع نفطية عديدة بحاجة إلى صيانة، كما إن العديد من المواني الليبية بحاجة إلى تطوير، وهناك فرصة كذلك في مجال حفر آبار النفط فهناك 50 بئرا نعمل على حفرها في هذا العام، كما إن هناك توجها لزيادة القدرة التخزينية أي بناء مستودعات وخزانات للنفط، كما إن كافة الخدمات المساندة مطلوبة، لتطوير المصافي، وإنشاء مصانع بتروكيماوية فلدينا غاز بنسب تجارية عالية.