ربطت دراسة أُسترالية حديثة بين تناول "الأسبرين" بشكل منتظم وبين تضاعف الإصابة بالعمى عند من تزيد أعمارهم عن 50 سنة. وقالت الدراسة أن مضاعفة الاسبرين لسيولة الدم يؤدي في بعض الأحيان لتهتك الأوعية الدموية في العين وفقدانها للبصر على الرغم من الفوائد العديدة لهذا العقار الذي يتناوله الملايين من المرضى وكبار السن بشكل يومي. وينصح الأطباء المرضى وكبار السن بتناول الأسبرين لتخفيف آثار إصابتهم بالجلطات القلبية والسكتات الدماغية أو لتجنب تكرار التعرض لها بعد تشخيص معاناتهم مع بعض أمراض القلب والأوعية الدموية. وتشير بعض الدراسات إلى أن من فوائد "الأسبرين" أيضاً تقليل خطورة الإصابة ببعض أنواع السرطان. ويشدد الباحثون الأُستراليون أنه بغض النظر عن نتائج الدراسات التي تربط بين تناول "الأسبرين" وبين تضاعف خطورة فقدان البصر إلا أنه وكما يقول الدكتور"جيرالد ليو" من جامعة "سيدني" والمشرف على الدراسة لا توجد أدلة قطعية حتى الآن تنصح بمنع المرضى من المداومة على استخدامه إلا عند من يعاني سابقاً من بعض أمراض العيون من كبار السن ويكون هذا القرار بشكل فردي تبعاً للحالة الخاصة لكل مريض. و أثبتت الإحصائيات معاناة حوالي 200 ألف شخص سنوياً في بريطانيا من بعض أمراض العيون الشديدة يتم تخفيف آثارها ببعض الأدوية وجراحات الليزر حيث لا يوجد علاج نهائي لها. وكانت نتائج الدراسة قد ظهرت بعد متابعة 2000 حالة من المصابين بمشاكل في العيون كان نصفهم يتناول "الأسبرين" بشكل منتظم بعكس النصف الآخر وذلك خلال فترة امتدت إلى 15 سنة من عمرهم بحيث تم اعتبار تناول الأسبرين مرة على الأقل أسبوعياً من الاستخدام المنتظم. وقد تفاوتت نسبة التعرض لأمراض في العين بين الفئتين بعد متابعة حالتهم كل خمس سنوات حيث تضاعف الأمر عند من يتناولون "الأسبرين" بشكل منتظم عن غيرهم مع إهمال غير ذلك من العوامل الصحية الأخرى مثل أمراض القلب والتدخين التي قد تؤثر على مدى تضاعف الإصابة. وعلق الأخصائيان في أمراض العيون الدكتور"ساناجاي كاول" والدكتور "جورج دايموند"من أحد المراكز الطبية المتخصصة بأمراض العيون في ولاية "لوس أنجلوس"الأمريكية بأن نتائج الدراسة بينت عدم وجود أدلة قطعية تبرر عدم استخدام "الأسبرين" نهائياً وعليه فإن تقرير ذلك يجب أن يخضع للمزيد من الأبحاث والدراسات والتجارب الطبية والسريرية والعلمية وهذا ما وافقهم عليه أيضاً الباحث الطبي في هذا المجال البروفيسور"ييت يانغ" من "الكلية الملكية لأطباء العيون" في بريطانيا الذي زاد بقوله بأن هذه النتائج من الممكن أن تكون قد تأثرت بعوامل خارجية تم إهمالها مثل التاريخ المرضي للمرضى وعوامل أخرى خارجية بيئية أو غيرها ولذا فإن ما تم استنتاجه لا يكون قطعياً إلا إذا تم اعتبار كل ما يمكن أن يكون له تأثير وارتباط بين تناول "الأسبرين" والإصابة بمشاكل العيون لتقرير موقف هذا العقار الطبي الذي أثبت نجاحه في معالجة وتخفيف العديد من الأمراض الأخرى من حيث سلامته أو مسؤوليته الكاملة عن مضاعفة الإصابة بالعمى عند كبار السن.