رفض الشباب انحسار المنافسة على لقب دوري "زين" للمحترفين على الفتح والهلال عندما استطاع إيقاف المد الفتحاوي الكبير المنطلق منذ بداية الموسم الرياضي، والخالي سجله من الخسائر الأمر الذي مكنه من التربع على عرش الصدارة فترة طويلة في مشهد لم يعتد عليه عشاق كرة القدم السعودية منذ أمد بعيد. الشباب أذاق الفتح مر الهزيمة الأولى على ملعبه في الأحساء في مواجهة تابعها الكثير من عشاق الكرة لإدراكهم أن نتيجتها تحدد الكثير من معالم المنافسة ففوز الفتح يمنحه الأفضلية المطلقة بصدارة الترتيب بل ويقربه كثيراً من تحقيق حلم اللقب الكبير عطفاً على الفارق النقطي الواسع الذي كان سيفصله عن أقرب منافسيه، ولكن الشباب لم يرتضِ أن يكون الحسم باكراً وأراد فتح أبواب المنافسة من جديد حين حول خسارته بنتيجة 1-صفر، إلى فوز بهدفين صريحين كانا قابلين للزيادة قياساً بالعرض الجيد الذي قدمه الشباب، والفرص المتاحة التي ضاعت أمام مرمى الفتح الذي تأثر بشكل واضح خصوصاً بعد غياب حارسه الأساسي عبدالله العويشير الذي أبلى خلال الموسم الحالي بلاءً حسناً، وكان عنصراً فاعلاً مع بقية أفراد الفريق الذين تجلوا بصورة مميزة مكنته من المنافسة على بطولة دوري "زين" للمحترفين. انتصار الشباب فتح الفرصة من جديد للوصيف الهلال ليلحق بالصدارة بعد بقاء الفارق النقطي على ما كان عليه وهو أربع نقاط، فيما تقدم الشباب ليقترب كثيراً بفارق نقطة وحيدة عن الثاني الهلال كما تقدم النصر للمنافسة بعد أن حقق انتصاراً على غريمه التقليدي في "دربي العاصمة" الكبير وهو الانتصار الذي غاب عن مشهد المنافسة المثير لاعوام طويلة ليؤكد تطور النصر هذا الموسم عناصرياً وفنياً مع مدربه القدير كارينو والذي أحدث نقلة نوعية للفريق فرضت له شخصية واضحة ومنهجية متميزة يلمسها الجميع على أرض الميدان مهما كانت النتائج. احترام الآخرين وأحاديث العقل المتتبع للأحاديث الإعلامية للمسؤولين واللاعبين في الفتح عقب أي مباراة يلحظ مدى الاحترام الواضح للفرق المنافسة وتقدير قيمتها الفنية ومكانتها وتاريخها من دون انتقاص أو تهكم، فضلا عن الثقة العالية بالنفس البعيدة كل البعد عن الغرور على الرغم مما يحققه الفريق من نجاحات رائعة على مستوى الأداء الفني أو النتائج وهي التي أهلتهم لاعتلاء صدارة "زين" منذ أسابيع طويلة. جل هذه النجاحات المذهلة لفتح الجبال لم تسمح لأفراده بالتجاوز في الأحاديث الفضائية، وغيرها من الأحاديث ولا الانسياق خلف ما يطرحه بعض السائلين من أسئلة وكانت الكثير من تصريحاتهم تؤكد على رغبتهم الجادة في تقديم مستويات فنية جيدة، والحرص على الظفر بالنقاط الثلاث لكل مباراة بغض النظر عن قوة الفريق المنافس وهو الأمر الذي يؤكد مرة بعد أخرى أن هذا الفريق يدار بطريقة احترافية نموذجية نقلته لمصاف الكبار سريعاً وجعلت جميع الفرق تحسب لمواجهته كثير حساب مهما كان الزمان والمكان. ونعتقد أن الخسارة الأولى التي تلقاها الفريق أمام الشباب بعد أسابيع طويلة لن تقف حائلاً أمام هذه المنهجية بل ستعيد دراسة بعض الأمور سعياً لمعالجة بعض السلبيات للعمل على تلافيها مستقبلاً. احترام الآخرين والتعقل في الطرح، وعدم التعجل واستباق الأحداث من قبل المنتمين لهذا الكيان النموذجي جعلت متابعي الكرة لدينا يقفون احتراماً وتقديراً للعمل الإداري المنظم الذي كان علامة فارقة بل أضحى جامعة يشار إلى منهجيتها بالبنان.