الحديث للنساء وعنهن ولو كان لي يد طولى لجعلته حصرياً لبنات جنسي، وحرصت أن اختصهن بأحقية الوقوف عنده وقراءته. المساحة للمراجعة والتذاكر لبنات حواء فهن من اختص النبي "صلى الله عليه وسلم" حين خطب في الناس واعظاً فقال: (يا معشر النساء تصدقن فإنكن أكثر أهل النار)، وفي الواقع إن تلك الكلمة تهز أرجاء النفس وتبدد أمنها، وتروع سكينة أنثى متزنة تخشى ربها وترجو ما عنده، بل ما من عاقل ذي لب إلا وترتعد فرائصه لذكر الحساب والعقاب والنار وبئس المصير. والحقيقة أني توقفت كثيراً عند ذلك المعنى الذي لا يتحمل شماتة رجال، ولا تجاهل نساء وهو على لسان من لا ينطق عن الهوى وحديثه وحي من السماء. وبزعمي لو لم يكن للمرأة قدر ومكانة عند ربها لما أثقل تكاليفها وابتلاها واختبر شدة ولائها وحرصها على رضاه والجنة، وحسبها لتطيب نفساً أن تتذكر أن الرسل والأنبياء هم أكثر الناس بلاء واختباراً وتكليفاً، والكلام من باب التصبير ولدعم معنوي وتشجيع على المثابرة والاجتهاد، والحرص مع الصبر لتحقيق المرام. .. ما بالكن أكثر أهل النار؟! قال عليه الصلاة والسلام: لأنكن تكثرن اللعن، أي الدعاء بالطرد من رحمة الله، ولعله توضيح وتأكيد بأن من دعا بطرد مخلوق من رحمة الله طُرد هو من الرحمة والجنة، وهو تنويه عام وخصت به المرأة كما أحسب لفرط عاطفة وسرعة استجابة مشاعرية لذا عند الغضب ما أسرع من تلعن وهو مما يهوي بها في نار جهنم، فانتبهن. .. انهن أكثر أهل النار لأن النساء "يكفرن العشير" وهو الجحود والإنكار لجميل صنيع زوجها لها أو معها، أو حتى ألا تشكر حسن المعشر إن سخطت عليه، وهو ذاك إن شئنا إنصافاً، ولتبتسموا ونخفف حدة الحديث سأحكي لكم قصة قريبة لي ما أكثر ما أروي موقفها للعظة والعبرة الممزوجة بالمرح والابتسام، تلك السيدة تحارب بشراسة واستبسال ما أن يذكر زوجها وتؤكد أنه الحسن والجمال والهيبة والجود والعقلية الفذة والحكمة والحنكة دون باقي إخوته في النسب أو بني جنسه حتى، ويلهج لسانها بالدعاء وشكر رب العالمين أن اختصها به دون غيرها، ولكن تعال وأنظر وتابع حالها إن أغضبها فذلك كفيل بجعلها تروي لك مسلسل شواهد وبراهين ودلائل على أنه من شياطين الإنس والأبالسة، لا وترمي بصورته نفسها التي كانت ترفعها لتقربها لقلبها وتحتضنها عندما تقرر أن تكمل صورة الرضا وعذب الوصف، وذات الصورة تطرح لتدهسها بالأقدام انتقاماً وتفريغاً لجام الغضب، وأمثالها في النساء كثير تختلف الصور والطرق والتعابير ولها ذات الصبغة، وما عرجت لسيرتها إلا للتناصح بمجابهة هذا الحال ونذكر بعضنا بعضا مادام نبينا من أكد أنه مسلك لنار جهنم. كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام: (وما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذوي الألباب وذوي الرأي منكن) وهنا يتجلى معنى قوة المرأة في ضعفها، وهل من قدرة وجبروت أجزل من المقدرة على سلب الناضج لعقله وفكره والتأثير في رأيه، ولعلي أقف عند تلك الميزة العظيمة مدعاة فخر كل أنثى مادامت تقدر أن تقلب موازين عقل بشري معقد التراكيب، فهي على سواه أقدر، بل وأحاج بها كل من تنكر قدرتها على كسب زوجها واستمالته، ولو لم يكن هذا شأن عظيم لما غدت النار عقاب وجزاء من أساءت تقديره، وما أعتقد به أن الوعيد يتقصد نساء أغوين رجالاً وأوقعنهم بالمحظور الشرعي، وصددنهم عن عبادة أو إحسان أو طاعة أو بر والدين أو صلة رحم، فسحر المرأة لا عيب فيه ولا عار فيما لو احتسبت أجراً وأعانت الرجل على خير وإخلاص وإيمان، وصانت نفسها من مغبة تأثير قد يهوي بها في الجحيم... يا معشر النساء أحرصن وتسوقن من مزاد الآخرة ومن متاعها وعتادها أولى من الزخرف الزائل في الدنيا، مزالق الهلاك كثيرة، ولعل منها مما قد يقترفه البعض منكن ببجاحة (تغيير خلق الله)، (اللجوء للسحر والسحرة)، (التشبه بالرجال)، (ألا يصان العرض وتخلط الأنساب)، (الخضوع بالقول فيطمع من في قلبه مرض) عظائم أمور وصغائرها، لنعددها لبعضنا ونذكر بالاستغفار عن الذنب، فنحن لم نتعارف، ولكن لندع النصائح تمهد لتوبة وإصلاح يجعل تعارفنا في جنة عرضها كعرض السماوات والأرض أعدت لمن أتقى، ونسأل الله أن يباعد بيننا وبين النار برحمته تعالى، وأن يرفق بنا جميعاً ويتوب علينا ويثبتنا على قوله الثابت، ويبعدنا عن كل ما يستوجب غضبه وعقابه.