يعد التعليم العالي في المملكة أحد أهم القطاعات التي تحظى بالدعم المادي والمعنوي والتي تشهد حراكاً لا ينقطع نحو الإنشاء والتطوير والتحديث للمنشآت التعليمية العملاقة والكوادر العاملة فيها، وتواصل هذا الاهتمام في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله - الذي شهد التعليم العالي في عهده قفزات هائلة سواء على مستوى البنية التحتية أو على مستوى تأهيل الكوادر السعودية العاملة في هذا المجال حيث أولى -يحفظه الله- مؤسسات التعليم العالي جل اهتمامه وعنايته وتمثل ذلك في إنشاء العديد من الجامعات في مختلف مناطق المملكة وابتعاث عشرات الآلاف من الطلاب السعوديين لدول العالم المتقدمة في إطار برنامج الملك عبدالله للابتعاث والذي أجزم انه لا نظير له في المنطقة والذي جاء ليحقق تطلعات المجتمع والنهوض به وتلبية احتياجاته الحقيقية وتجويد مخرجاته التعليمية في مختلف المجالات. وفي هذا الإطار جاء الأمر الملكي الكريم بإنشاء كلية الأمير سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الطبية الطارئة في العام 1430ه لتحقيق ريادة إقليمية وتميز عالمي في إعداد مخرجات منافسة ومبدعة في تخصصات العلوم الطبية الطارئة وتخريج كفاءات مؤهلة لتقديم خدمات طبية طارئة عالية الجودة، من خلال البيئة التعليمية الداعمة، والبحث العلمي المتميز، والتعليم الطبي المستمر، وتوظيف التقنية الحديثة، والاستخدام الأمثل للموارد المتاحة والشراكة الفاعلة بما يحقق الأهداف والغايات المنشودة. وجاء هذا القرار كذلك في إطار التطوير النوعي لجوهر التعليم ومضمونه وجودته ومحتواه وطرائقه وكفايتها وفاعليتها في إيجاد القوى العلمية والتكنولوجية القادرة على الإسهام في بناء المجتمع العصري المواكب للتطورات العلمية في مختلف التخصصات ومنها المجال الصحي، وكذلك لتشكل هذه الكلية علامة فارقة بمشيئة الله تعالى في مسيرة التعليم الصحي محلياً وعربياً ودولياً. إن إنشاء هذه الكلية ومتابعة تطويرها ودعمها يأتي ليشكل إضافة جديدة لمصانع الرجال التي يفخر بها هذا الوطن، ولعل في الزيارة الأخيرة التي قام بها معالي أ.د. بدران بن عبدالرحمن العمر مدير جامعة الملك سعود للكلية للاطلاع عن كثب على مسيرة الكلية ومواردها البشرية وانجازاتها خلال الفترة القصيرة التي أنشئت فيها لتقديم برنامج البكالوريوس في الخدمات الطبية الطارئة تحت مظلة جامعة الملك سعود سعياً نحو توفير ما تحتاجه المملكة في هذا المجال الصحي المهم وهو الأمر الذي يدل على الاهتمام الكبير الذي تحظى به الكلية والرغبة الصادقة في الارتقاء بها نحو آفاق أرحب من تجويد الأداء، لتكون هذه الكلية لبنة خير تضاف إلى سجل المكرمات والإنجازات العظيمة التي يقدمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز يحفظه الله لهذا الوطن الذي نتشرف بالانتماء إليه فجزاه الله عن هذا الوطن وإنسانه خير ما جزى ولي أمر عن أمته. * المشرف الإداري- كلية الأمير سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الطبية الطارئة