تقول الفقرة الأولى من المادة الثانية عشرة في النص القديم التالي: إعثار (كعبلة) كأن يوقعه أو يحاول ذلك باستعمال الساقين أو بالانحناء أمامه أو خلفه. وفي نص القانون بعد تعديله، تحتسب ركلة حرة مباشرة للفريق الخصم، إذا ارتكب أحد اللاعبين أياً من الأخطاء الستة التالية بشكل يعتبره الحكم اهمالاً أو تهوراً أو يتضمن افراطاً في استعمال القوة: ٭ ركل أو محاولة ركل الخصم. ٭ عرقلة أو محاولة عرقلة الخصم. ٭ القفز على الخصم. ٭ مكاتفة الخصم. ٭ ضرب أو محاولة ضرب الخصم. ٭ دفع الخصم. هذا بعض ما نصت عليه المادة المذكورة والذي طبقه الحكم السويسري (ماسيمو بوسكا) ضد لاعب الاتحاد (أسامة المولد) في مباراة الهلال والاتحاد في نصف نهائي بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين. هذا الحكم الذي أعطانا درساً في التطبيق العملي لنص القانون بعيداً عن التردد والخوف. وفي اعتقادي وحسب ماشاهدت في بعض المباريات السابقة، فإن الكثير من حكامنا لن يجرأ البعض منهم ولو بإشهار البطاقة الصفراء وربما لن يوقع عقوبة على (أسامة المولد). وهذا التساهل بل والتخاذل من بعض الحكام لدينا جعل بعض اللاعبين يجدون في تطبيق القانون بشكله الصحيح شيئاً جديداً عليهم بل وربما غريباً. وهذا سببه قلة المعرفة لدى بعض حكامنا الذين لا يفرقون بين المعرفة النظرية وعلم التطبيق الصحيح وروح القانون، وهو ما أوصى به الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) مشدداً على اللعب النظيف والمحافظة على سلامة اللاعبين كمسؤولية أولية من مسؤوليات الحكم التي نصت عليها المادة الخامسة من قائد كرة القدم. ٭ لقد سبق وأن حذرت في أكثر من مقالة سابقة من أن بعض حكامنا لا يفرقون بين الدراسة النظرية وفن التطبيق مما يورط كثيرا من لاعبينا في المناسبات التي يقودها حكام أجانب. وهذا ما حصل فعلاً عندما أخذ الحكم على عاتقه التطبيق الصحيح فأنذر ستة لاعبين اتحاديين ولاعباً هلالياً واحداً وطرد (أسامة المولد). ٭ إنه ومن وجهة نظري المتواضعة أننا استفدنا من هذا الحكم في القدرة على اتخاذ القرار المناسب والتعاون التام مع مساعديه وتمركزه الممتاز داخل الملعب ولياقته التامة مع بعض الهفوات التي لا تقلل من كفاءته ونجاحه في قيادة هذه المباراة بعيداً عن الأخطاء الفنية أو سوء التقدير، بل أنه اتسم بالهدوء التام وتعامل مع بعض الاعتراضات بقوة القانون. بل أنه رسم لنا صورة سوف تظل عالقة في أذهاننا وبلا شك فإن حكامنا استفادوا من هذا الدرس العملي التطبيقي وخاصة في الدقيقة الرابعة من الشوط الثاني. من أمن العقوبة أساء الأدب!! ٭ كم كنت أتمنى أن يكون (محمد نور) قد استفاد من تلك الإيقافات السابقة داخلياً وخارجياً، وأنه قد استوعب تلك الدروس التأديبية التي صدرت من الرئاسة العامة لرعاية الشباب بحقه جزاء ما اقترفه من سوء سلوك وخروج عن المألوف وعن المعاني السامية للرياضة كممارسة فنية وأخلاقية. ولكن ظهر لنا أن (أديلوجياته) تختلف عن تركيبتنا، فلم يبق شيءلم يمارسه والشواهد التاريخية المسجلة كثيرة ولسنا ببعيدين عن دورة الخليج الأخيرة وتلك المشاغبات داخل الملاعب السعودية وآخرها اعتراض على الحكم (ماسيمو) ومحاولة ضربه والاعتداء عليه بعد المباراة ليعطي صورة سيئة عن اللاعب السعودي ولن تكون هذه الحادثة الأخيرة لأنني اعتقد أنه قد اتكأ على (ظهر قد يحميه) من العقوبة الرادعة. ولحق به (مناف ابوشقير) في حركة لا تحتاج إلى تفسير قصد بها اتهام الحكم بأخذ رشوة، وهذا اتهام يحتاج من الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى إجراء تحقيق مكتمل. ٭ أين لجنة الانضباط من بعض الدخلاء على مجالنا الرياضي؟! وهل لهؤلاء حصانة قوية وأن الأنظمة والعقوبات لا تطبق إلا على المساكين الذين ليس لديهم سند قوي. لنرى ماذا سيتم وإننا لمنتظرون!!! ٭ وها هو (الجنرال) (يوردانيسكو) يقدم على ما لم يقدم عليه كبار المدربين الذين عملوا بالمملكة بدءاً من ديدي وزاجالو وكارلوس البرتو والقائمة طويلة، فهل يعقل أن تغفل تلك التصرفات والأفعال داخل الملعب وخارجه وتمر دون عقوبة؟! وهل القرار قد غاب؟! لا أظن ذلك فأملنا بسلطان الرياضة قوي بأن يعيد للرياضة كرامتها من هؤلاء الذين يحاولون العبث بالقيم والمعاني السامية للرياضة وكفى!! ٭ استاذ محاضر بقانون كرة القدم