الرياضة ضرورية للإنسان ذكراً وأنثى، تماماً كالماء والهواء، وجسم الإنسان خلق للحركة، والجسم يعني كل عضو فيه، حتى اللسان مثلا فالإنسان الذي لا يتكلم تضعف عضلة لسانه وأحباله الصوتية، وأنا لأنني أعيش في هذه الأيام وحيداً بعد أن توفي أغلب الأحبة والصحاب، أقرأ بصوت عال، حتى تتحرك عضلة اللسان والحبال الصوتية، وأمارس الرياضة في منزلي ساعتين يوميا، هذا عدا المشي إذا وجدت من يساعدني عليه، والإنسان الذي لا يتحرك ولا يمارس أي رياضة تترهل عضلاته وتضعف، كما يصاب بالسمنة وأمراض أخرى كالقلب والأوعية، وفي النهاية لا يقوى جسمه على الحركة.. ونحن السعوديين لأننا لا نمارس الرياضة منذ الطفولة أكثر الناس سمنة وزيادة في الوزن في العالم، ولا أريد أن أتحدث عن الكروش، فأمرها معروف يغني عن الحديث عنها، ونحن مع الأسف لا توجد عندنا ملاعب أو مضامير للرياضة في مدارسنا سواء للبنين وللبنات، وكنا على أيام طفولتي، واعفوني من ذكر السنين، نلعب في الشوارع، وكان الشارع هو الذي يغذي الأندية باللاعبين، وماجد عبدالله أعظم مهاجم كروي في تاريخ المملكة تخرج من شارع الدركتر بالرياض، أما الآن مع زحمة السيارات والناس والحجارة والحفر أصبح اللعب في الشوارع مستحيلا، والأراضي البيضاء تحيط بها "الشبوك".. وقد قرأت أخيراً أن مصدراً في وزارة التربية والتعليم أكد أن الوزارة تعمل على إضافة درجة "التربية البدنية" إلى المجموع العام للشهادة الدراسية، أي أنها ستصبح مادة أساسية. وكانت إحدى الصحف قد نشرت في وقت سابق عن عزم الوزارة على إقامة هيئة مستقلة تشرف على الرياضة المدرسية وستسمى "الوكالة السعودية للرياضة المدرسية" بكلفة تتراوح بين 10و11% من إجمالي ميزانية الوزارة، فعسى أن يتحقق ذلك..