عمّ البرازيل حداد الإثنين على ضحايا حريق الملهى الليلي في مدينة سانتا ماريا الصغيرة جنوب البلاد والذي خلف 233 قتيلا واكثر من مئة جريح. وروى الناجون الذين اصيبوا بصدمة ومعظمهم من طلاب كلية العلوم في سانتا ماريا كيف ان مئات المحتفلين في الملهى تدافعوا حتى الموت او حتى قضوا اختناقا بعدما تم اغلاق ابواب الخروج فيما تسببت النيران المتزايدة بحالة الذعر. وقال مسؤولون ان 233 شخصا قتلوا فيما اصيب اكثر من 116 بجروح. وقال وزير الصحة البرازيلي الكسندر بادييا للصحافيين ان اولوية الحكومة الآن هي "انقاذ ارواح من تبقى". واختصرت رئيسة البرازيل ديلما روسيف التي بدت عليها علامات الصدمة بعد هذه الأنباء، زيارتها الى تشيلي حيث كانت تشارك في قمة دول اميركا اللاتينية واوروبا لكي تعود الى البلاد. وقالت للصحافيين الذين رافقوها على متن الطائرة في طريق العودة من سانتياغو "إنها مأساة لجميعنا ولا يمكنني البقاء في القمة، لأن اولويتي هي الشعب البرازيلي". كما الغت البرازيل حفلا كان مقرراً أمس الإثنين لإطلاق العد العكسي ل500 يوم قبل تنظيم مباريات كأس العالم في كرة القدم. واندلع الحريق حوالي الساعة الثانية فجر الأحد حين كان الملهى الليلي يستضيف حفلة جامعية. وقالت الناجية ميشيل بيريرا ان احد اعضاء الفرقة الموسيقية رفع شعلة في الجو ما ادى الى اندلاع النيران في سقف الملهى، ثم امتدت السنة اللهب سريعا الى كافة ارجاء القاعة. وبحسب شهادات ايضا فإن النيران اندلعت عندما بدأ مغني الفرقة عرضا صغيرا للألعاب النارية، وتطايرت الشرارات حتى بلغت الطبقة العازلة من السقف لتنتشر ألسنة اللهب بسرعة في المبنى الذي يستخدم في غالب الأحيان لإحياء حفلات جامعية. وقال رئيس دائرة الإطفاء في سانتا ماريا غيدو ميلو ان الكثير من الأشخاص سقطوا ضحية التدافع من اجل الخروج فيما قضى آخرون اختناقا بسبب الدخان. واضاف ان رجال امن الملهى منعوا الناس من الخروج ما ادى الى التدافع. وقال بعض الناجين ان حراس الملهي الليلي اغلقوا مخرج الطوارئ لمنع الناس من المغادرة بدون دفع فواتيرهم عن المشروبات التي احتسوها. وقال ماتيوس بورتولوتو وهو طبيب اسنان شاب نجا من الكارثة "انه شيء فظيع. فقدت صديقا حميما. لم تكن مخارج النجاة كافية، دب الذعر في الحشود وغاب صديقي عن ناظري في الفوضى التي عمت المكان". واضاف ان "الحواجز المعدنية المستخدمة لتنظيم الصفوف عرقلت عملية الإجلاء وتصادم الناس وسقطوا وساعدت على ازالة الحواجز حتى ان عددا من رجال الإطفاء اختنقوا بالدخان". وقام رجال الإطفاء برش المياه على المبنى المتفحم كما حفروا فجوات في الجدران لمساعدة الناس على الخروج بشكل اسرع. لكن بالنسبة لكثيرين كان الأمر متأخرا. ونقلت جثث الضحايا الى ملعب رياضي حيث فرضت الشرطة طوقا امنيا لمنع تدفق اهالي الضحايا. وكانت العائلات تدخل بمجموعات من 20 شخصا للتعرف على ابنائها. في الخارج كان الأهالي ينتظرون انباء عن اولادهم. وكانت امرأة تنتحب قائلة "لقد قتل ابني" قبل ان تفقد وعيها بعدما وجدت اسمه على لائحة الضحايا. ودعت السلطات الى الهدوء وطلبت من العائلات تقديم صور الشباب لتسهيل عملية التعرف على القتلى والجرحى الذين اختنق معظمهم بدخان سام. وقالت السلطات إن هذا الحريق "هو ثاني اسوأ حريق من حيث عدد القتلى في البرازيل". وكانت النيران اتت على خيمة سيرك في نيتيروي، على خليج ريو دي جانيرو سنة 1961 ما أسفر عن مصرع 533 شخصاً.