لو وفق رؤساء الدول العربية الذين عقدوا قمة الاقتصاد في مدينة الرياض باصطحاب رؤساء تحرير بحيث يمثل كل رئيس دولة ورئيس تحرير ملتقى بلده في الاجتماع.. أعرف جيداً أن الاختيار الخاص بالاقتصاد إنما يعني التركيز على أهم منطلق متعدد القدرات في تطوير كل دولة، لكن أعرف أيضاً أن معظم وسائل الإعلام العربي لم تستطع أن تكون قدرة اجتماعية موضوعية ترشد إلى صواب التصرفات وتعي تنوع تباين مستويات الوعي في العالم العربي، وكذا أيضاً تنوع الخصومات الاجتماعية التي تسلك من خلال وسائل النشر الإعلامية منافذ الوصول إلى عقول المواطنين.. ولهذا فإن مسار معظم الصحف العربية - في الماضي - كان مرتبطاً في مراحل تاريخية استبدت بسلطاتها قدرات حكم غير متساهلة مع أي خلل وتلزم وسائل الإعلام بإحداث ما تريده من خلل عند غيرها، ثم أتت سلطات حكم ضعيفة أو غير مستقرة الرأي أو غير واضحة الولاء فأوجدت تنوّعات غير موضوعية فيما تطرحه من آراء، والأخطر من ذلك أنها أصبحت تنمّي مصادر خصومات بين دولتها وأي دولة عربية أخرى.. جميعنا نعرف أن بعض الدول العربية المستقرة والتي لم تدخل في هذا الربيع الغريب جداً في قسوة سخونته وقد تعرضت هذه الدول الأكثر بعداً عن الخصومات والأقرب مشاركة في مساعدة الدول المتعثرة.. تعرضت لبث أخبار أو اعتراضات على آراء أو مواقف وكأن هذه الدول الآمنة هي المتعثرة في واقع أخطاء.. وهذا غير صحيح.. إنني لا أتصور أن أي لقاء جماعي عربي يتم عبر الجامعة العربية سوف يؤدي إلى نتائج إيجابية تعالج واقع العالم العربي البائس والمليء بالكثير من دوافع الدمار ما لم يكن هناك في البداية اتجاه جماعي نحو موضوعية إعلام منطقي الرواية ومنطقي التعامل مع غيره.. لقد انتهت منذ زمن بعيد فروسيات الكتابة وما توهم به الألقاب لمن يتوهّمون انفرادهم بالبروز والشهرة على أنهم وحدهم من يسلكون طريق الصواب.. ما دام أن مسؤولية إخراج العالم العربي من أزماته الراهنة وتقريب قدرات الحلول الموضوعية من واقع مشاكله فإن الإعلام هو الأول في أهمية الوصول إلى غايات التجديد والتصحيح..