قد تكون مواجهة "الدربي" غداً المرة الأولى في تاريخ الفريقين الكبيرين الهلال والنصر التي يحتاج فيها الهلال الى أن يرأف به جاره وغريمه النصر على طريقة "ارحموا عزيز قوم ذل" إذ إن الازرق يخوض اللقاء وهو معتل فنياً والوقت قصير جداً ولا يكفي لعلاجه وتجاوز أزمته الفنية والنفسية والتي تعد الأكبر والأخطر في تاريخه خصوصاً وأنه تلقى خلال فترة التوقف ضربات موجعة بدأت بإعلان رحيل مدافعه السنغالي "مانغان" المفاجئ ومروراً بإيقاف حارسه الأساسي خالد شراحيلي وآخيراً وليس آخراً غياب مجموعة "الرعب" التي يمتلكها والتي تعد مصدر قوته وتفوقه في خط الوسط فالعابد والدوسري عبدالعزيز مصابان والشلهوب غائب أو مغيب بأمر الفرنسي كومبواريه لتكون المحصله النهائية تفكك الفريق في كافة خطوطه وسهولة الوصول لمرماه والتسجيل في أي وقت في ظل سوء العمق الدفاعي وضعف متابعته وعدم تخليصة للكرات القادمة لمرماه إضافة إلى الصعوبة التي تواجه مهاجميه في التسجيل بسبب الطريقة العقيمة التي ينتهجها مدربه ويصر عليها رغم فشله في تطبيقها في أهم المباريات وأيضاً أسهلها وبعد ما كان الهلال يرعب الفرق ويسجل النتائج الكبيرة في مرماها بسبب امتلاكه لخط الوسط بخمسة لاعبين بات ينتظر كرة عرضية سليمة من الأظهرة أو خطأ دفاعي من الخصم ليسجل ناهيك عن إرهاقه للاعبي الجنب بطريقته العتيقة حتى بات مرماه يتلقى الأهداف من الأطراف في الدقائق الأخيرة. في المقابل يعيش النصر ربيع عمره الكروي ويمر في أفضل حالاته حيث الروح المعنوية التي غابت طويلاً عن الفريق الأصفر والأداء الفني العالي الذي صبغ أداء الفريق منذ قدوم مدربه الاورجوياني كارينيو حتى بات يصنف بأنه الافضل حالياً ولا أدل على ذلك من قدرته على تحويل الخسارة الى فوز مهما كانت النتيجة كما حدث أمام التعاون على الرغم من أن الفريق كان يحاول الاحتفاظ ب 70% من جهده لمواجهة الهلال الحاسمة غداً. بداية الانتصار وقلب المعادلة من تفوق هلالي طوال المواجهات في السنوات الماضية إلى تفوق نصراوي معه سيمتع النصر جماهيره ويستعرض في مرمى الهلال بالطول والعرض والكل مؤهل للتسجيل السهلاوي وايوفي وباستوس وحسني وربما نجوم آخرون سيستغلون أوضاع الهلال السيئة ليضعوا بصمتهم معلنين قدوم النصر من جديد وتواري الهلال واختفائه وانسحابه من المنافسة على لقب الدوري والبطولات المحلية المتبقية لأن أوضاعه الحالية تشير إلى أنه غير مؤهل للانتصار على أي فريق على عكس النصر الذي يمتلك فرصة كبيرة غداً لتسديد كل الديون القديمة والفاتورة بالطبع ستكون باهضة الثمن على الهلال وجماهيره التي تتمنى أن يخرج فريقها بالتعادل أو بأقل خسارة.