رحمه الله رحمة واسعة وأغدق عليه من شآبيب غفرانه إنه العلي القدير. إن ابن موسى الرجل القامة الذي بنى نفسه وأسرته وجماعته ومعارفه الكثر بالصدق والبذل والعطاء إنه الرجل الذي ينطبق عليه قول الشاعر: تراه إذا ما جئته متهللاً كأنك تعطيه الذي أنت سائله إن هذا القول ينطبق تماماً على ذلكم الشيخ الطيب العطوف الصادق المتفاني في خدمة كل من عرفه أو صارت له صلة به تجارياً أو معرفة عابرة. عبدالعزيز بن عبدالله الموسى العصامي بمعنى الكلمة لا تبجيلاً ولا بهرجة فقد أنفق حياته المديدة في بناء الوطن وأغدق من ماله وفكره بسخاء على كل من عرفه. إن ابن موسى ذلك العلم الوقور كان وسيظل ذكره مثالاً يحتذى في شتى مناحي الحياة. لقد بنى بيوت الطين وقصوراً كالقلاع بعين ثاقبة ورؤى هندسية سليمة بل متقدمة وسابقة لزمانه فوق كل ذلك تواضعه المثالي وأخلاقه الكريمة في كل تصرفاته، ومحبته لوطنه وسعيه الجاد في مثابرة لا مثيل لها في أعماله التي باشرها بنشاط المؤمن المؤتمن. وإذا كان هناك من عصامية فإنها بكل حذافيرها تنطبق على الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الموسى. رحمه الله رحمة واسعة وجعل من خلفه من يحيي ذكره ويبني على ما فعل بناءً صالحاً مفيداً يجعل أعمال الشيخ عبدالعزيز حية ومنارة يُهتدى بها. إن طموح الشيخ لا يحد ولكن بكل شفافية وتجرد ونزاهة فقد بنى نفسه من الصغر وأسس بيت مال واسعاً ليس لإخوته وأبنائه فحسب بل لجماعته ومعاضديه وكل من كان لهم صلة بعبدالعزيز بن عبدالله الموسى. لقد كان الشيخ معلماً بل مهندساً يبز كثيرا ممن يدعون الهندسة اليوم في التخطيط والبناء وقراءة المستقبل بتفحص لبناء قواعد سليمة لتخطيط الأراضي والعقارات وبيعها بكل شفافية مع الابتعاد عن المغالاة والغيبة وتجنب كل ما يمكن أن يضر بالمشتري. لقد غاب عنا ذلكم الشيخ الوقور القامة الفارعة ولكنه ترك أمثلة كريمة عطرة يجب أن تحتذى. لقد كان ابن موسى مرشداً لكل من عرفه عن قرب في الرجولة الحقة، وجعل المال يخدمه ولم يكن له عبداً فقد جند نفسه في أعمال الخير والتسامح بكل وطنية وبكل مروءة وتبرع من ماله بالكثير في أوجه البر والصدقات وبسرية تامة. لقد بنى غفر الله له صروح الكرم المدروس بكل أريحية لا يتبعها منّة أو دعاية. رحمك الله وأسكنك فسيح جناته إنه العليم الخبير.