اعلن رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف الاحد ان الرئيس السوري بشار الاسد تأخر كثيرا في تطبيق الاصلاحات السياسية، معتبرا ان ذلك كان "خطأ فادحا، قد يكون قاضيا". وقال مدفيديف بحسب ما اوردت وكالات الانباء الروسية انه "كان عليه (الاسد) التحرك بسرعة اكبر ودعوة المعارضة السلمية التي كانت مستعدة للجلوس الى طاولة المفاوضات معه. انه خطأ فادح، قد يكون قاضيا". واضاف مدفيديف "يبدو لي ان فرصه في البقاء (في الحكم) تتضاءل يوما بعد يوم" كما صرح في حديث ادلى به لشبكة سي.ان.ان على هامش منتدى دافوس في سويسرا ونشرته وكالات الانباء الروسية. واكد رئيس الوزراء الروسي موقف بلاده المتمثل في ان الشعب السوري هو الوحيد الذي يحق له ان يقرر مصير الاسد الذي يطالبه الغربيون بالرحيل. وقال مدفيديف "اكرر من جديد: الشعب السوري هو الذي يقرر. وليس روسيا او الولاياتالمتحدة او اي بلد آخر". ميدانيا تعرضت مدينة داريا في جنوب غرب دمشق امس لقصف من القوات النظامية التي تحاول منذ مدة فرض سيطرتها الكاملة عليها، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينما اوضح ناشطون ان القصف مصدره مقرات لفرقة نخبة في الجيش. وافاد المرصد في بريد إلكتروني عن "تجدد القصف من قبل القوات النظامية على مدينة داريا، رافقه اصوات انفجارات عدة". من جهتها، افادت "الهيئة العامة للثورة السورية" ان المدينة تتعرض "لقصف بالمدفعية الثقيلة والدبابات من مطار المزة العسكري وجبال المعضمية ومقرات الفرقة الرابعة ودوي انفجارات عنيفة تهز المدينة". والفرقة الرابعة هي احدى ابرز فرق النخبة في الجيش السوري النظامي، ويقودها العقيد ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري. وافادت الهيئة عن سقوط جرحى جراء القصف "واندلاع حريق بأحد الأبنية السكنية". وتحاول القوات النظامية منذ فترة فرض سيطرتها الكاملة على المدينة التي تشهد باستمرار اشتباكات وقصفاً وستقام تعزيزات عسكرية. وافادت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من نظام الرئيس بشار الأسد في عددها الصادر امس ان الجيش "فرض سيطرته على كامل اطراف المدينة وصولا الى معضمية الشام التي لا يزال يتحصن فيها عدد من الإرهابيين". واوضحت ان "عددا من متزعمي جبهة النصرة (الإسلامية المتطرفة) عرضوا الاستسلام لعناصر الجيش العربي السوري فكان الرد: تأخرتم، كان عليكم القبول بذلك حين عرضناه عليكم"، مشيرة الى ان القوات النظامية دمرت السبت "ثلاثة أنفاق كان يستخدمها الإرهابيون في داريا لتلقي الدعم البشري والمادي والعسكري". ويستخدم النظام السوري عبارة "الإرهابيين" للإشارة الى المقاتلين المعارضين الذين يواجهون القوات النظامية في النزاع المستمر منذ 22 شهرا.