يأمل كل من المنتخبات الأربعة في المجموعة الأولى جنوب أفريقيا وانغولا والمغرب والرأس الأخضر ان يحجز بطاقته الى ربع النهائي اليوم (الأحد) في ختام الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول في نهائيات امم أفريقيا، ولا تزال بطاقتا العبور الى دور الثمانية حائرتين بين المنتخبات الأربعة، لكن المهمة الأصعب تنتظر المنتخب المغربي المدعو لمواجهة نظيره الجنوب أفريقي صاحب الضيافة في دوربان، بينما تنتقل انغولا والرأس الأخضر الى بورت اليزابيت. وكانت الجولة الأولى الافتتاحية في جوهانسبورغ اسفرت عن تعادلين سلبيين، فيما فازت جنوب أفريقيا على انغولا 2 - صفر، وتفادى المغرب الهزيمة واكتفى بالتعادل 1-1 مع الرأس الأخضر في الجولة الثانية، وتتصدر جنوب أفريقيا الترتيب برصيد اربع نقاط مقابل نقطتين لكل من المغرب والرأس الأخضر (تعادل كامل) ونقطة لأنغولا. سيكون ملعب موزس مابيدا مسرحا للقاء جنوب أفريقيا والمغرب، ويكفي الأولى التعادل بأي نتيجة كانت حتى ترفع رصيدها الى 5 نقاط وتخطف احدى البطاقتين، فيما يحتاج المغرب الى الفوز ولا شيء سواه كي يضمن بدوره تأهله وبخمس نقاط بغض النظر عن نتيجة المباراة الثانية. وفي الحسابات المعقدة اكثر، يتأهل المغرب، بطل المسابقة عام 1976 في اثيوبيا، في حال تعادله مع جنوب أفريقيا بأي نتيجة شرط ان تتغلب انغولا على الرأس الأخضر بنتيجة لا تزيد عن 1 - صفر لأنه سيستفيد من فارق الأهداف، وغير ذلك لن يكون في مصلحته. ورغم الانتقادات العلنية التي وجهها المدرب المغربي رشيد الطاوسي في المؤتمرات الصحافية خصوصا ما يتعلق منها بالأخطاء "الفردية القاتلة"، لكن بصيص الأمل لا يزال موجودا لديه: "ما قدمناه في الشوط الثاني امام الرأس الأخضر يشكل مصدر امل لنا في المباراة المقبلة" ضد جنوب أفريقيا. وعكف الطاوسي مباشرة بعد التعادل الثاني ل "أسود الأطلس" مع الجهاز الفني واللاعبين على دراسة هذه الأخطاء وتحليلها بهدف تلافيها من خلال اشرطة الفيديو، ثم انتقل الى استكمال الاستعدادات التدريبية، لكن الأمطار الغزيرة التي هطلت الخميس اعاقت حركته ما استدعى اجراء التدريب على ركلات الترجيح تحت النفق الواصل بين غرف ملابس اللاعبين وارض الملعب. وجرب الطاوسي جميع المهاجمين لديه سواء الأساسيين من يونس بلهندة (المباراة الثانية فقط) حتى منير الحمداوي مرورا بهشام امرابط واسامة السعيدي وغيرهم، او الاحتياطيين من يوسف العربي وكمال الشافني الى شاهر بلغزواني، فكان المردود عقيما باستثناء الهدف الذي سجل بامضاء العربي واتى بالتعادل وابقى الأمل موجودا. من جانبه، يخوض مدرب جنوب أفريقيا غوردون ايغسوند اللقاء مسلحا بارتفاع معنويات لاعبيه بعد الفوز على انغولا، وبالجمهور المساند الذي سيملأ المدرجات والذي شكره المدرب "الاشيب" لأنه وقف مع المنتخب ولأول مرة. ويعول ايغسوند الذي فاز منتخبه باللقب مرة واحدة على ارضه عام 1996 بعد رفع الحظر المفروض عليه بسبب سياسة التمييز العنصري في البلاد، في المباراة الأخيرة على ثبات المستوى لدى لاعبيه الذين لم يتأثروا بالتعادل السلبي مع الرأس الأخضر في الجولة الأولى، لا بل ظهروا في المباراة الثانية بأسلوب اكثر تطورا وكانوا اكثر تصميما وعزيمة على تحقيق الفوز. وتميل الكفة لمصلحة جنوب أفريقيا في المواجهات السابقة حيث التقى المنتخبان 3 مرات سابقا جميعها في نهائيات الأمم الأفريقية ففازت جنوب أفريقيا مرتين 2-1 في ربع نهائي 1998، و3-1 في الدور الأول عام 2002 (المجموعة الثانية)، وتعادلا 1-1 في الدور الأول 2004 (المجموعة الرابعة). ما ينطبق على طرفي المباراة الأولى، ينسحب ايضا على انغولا والرأس الأخضر، والأخيرة يصيبها ما يصيب المغرب في الفوز كما في التعادل، وليس في الخسارة التي ستخرجهما معا، ويبقى فارق الأهداف التي ستسجل هو الفيصل، وربما في النهاية الذهاب الى القرعة، اما انغولا فتحتاج الى الفوز وخسارة المغرب في آن معاً شرط ان يكون فوزها بأكثر من هدف.