ربما ورقة على قفى "التقويم الهجري" غيرت الكثير من القناعات التي نتمسك بها، ما نتمسك به ليس دائماً هو المناسب للجميع، بل هو ملائم بالنسبة لنا، فالمسألة نسبية! يمكن أن يكون الروتين مفيداً في بعض الأحايين، لكنه بالتأكيد ليس مفيداً على طول الحياة. هناك أمور يجب أن نجددها في حياتنا. هناك وجوه جديدة يجب أن نتعرف عليها، وخبرات مختلفة وعوالم من البشر والعلوم والفنون يمكنها أن تغير من حياتنا. ما يعجبني في حياتي قد لا يعجب الآخرين، وما يعجب الآخرين قد لا يعجبني! يأتي موضوع كسر الروتين بالنسبة للأزواج مثلاً أو حتى للعائلة ككل. الروتين ينظّم اليوم لكنه لا يجعل منه يوماً مميزاً. درجت العادة أن يصحو الإنسان ومن ثم يتجه إلى مكتبه ومن ثم يعود ليتجه إلى نادٍ رياضي أو إلى فيلم أو مباراة أو يجذب كتاباً بيده، هذا جدول معقول وبخاصةٍ في أيام الأسبوع العادية لكن ما يحتاجه الإنسان أن يكسر بعضاً من هذا الروتين العجيب والممل أحياناً. الروتين قد يسبب الكآبة والملل لكن التجديد يصنع الفرق. يمكنك أن تتعرف على أصدقاء جدد أو تتعلم على آلة موسيقية أو تضيف إلى لسانك لغة عالمية، هذه التغييرات تؤسس لحياة جديدة ولمعانٍ من العيش مغرية ومبهجة في الواقع. من أكثر الكلمات التي تتردد على الألسنة كلمة "طفش"، أو أن تقابل أحداً ويبادرك بقوله "أنا طفشان". الطفش هذا وقود الكآبة وزاد الضعف وعدو الإنجاز. كلما كانت حياتنا تتضمن مضامين جديدة وأساليب عيشٍ مختلفة كلما كانت أكثر غنىً وثراءً. الحياة أوسع من الروتين الضيق. يبالغ البعض في استدعاء مشاكل العمل وتعقيداته لينثرها على زوجته أو أبنائه ومن هنا يكون هناك شيء من عدم الفصل بين البيت والمكتب فيتوتر الجميع. كل المشكلات يمكن حلها إذا تجاوزناها قليلاً وإذا وضعناها في إطارها الطبيعي، والمشكلات تعيق التجديد في الحياة وفي طرق العيش وأسلوب قضاء اليوم. الإنجاز هو الذي يبدد الهم ويقوي العزيمة! الحياة أكبر من الهموم هناك أماكن تستحق أن تزار هناك الإنجاز والتطور، الإنجاز الذي يبدد الهم ويقوي العزيمة. هناك الجمال والفن، اللذان يثريان الحياة أو يثريان العيش ويغذيان الروح. في الحياة الكثير من الأمور التي تستحق أن نتمسك بها وأن نعض عليها بالنواجذ. تأكدوا أن من لم يحب الحياة لن تحبه الحياة. بآخر السطر؛ لنعط التجديد كلنا ليعطينا بعضه وليكن شعارنا: نعم أستطيع.