في الوقت الذي أوصت من خلاله القمة العربية الاقتصادية التنموية التي شهدتها الرياض بدعم الشركات العربية المشتركة بزيادة رؤوس أموال المؤسسات المالية العربية والشركات العربية المشتركة القائمة بنسبة لا تقل عن 50%، تصب في زيادة المنتجات التي تستوردها الدول العربية في التجارة فيما بينها، وزيادة الاستثمارات للدول المحتاجة تنفيذا لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود خلال قمة الرياض.. وقال ل (الرياض) الدكتور عبدالله بن ثنيان المدير العام للشركة العربية لتنمية الثروة الحيوانية (المنبثقة عن جامعة الدول العربية) إن قمة الرياض اكتسبت أهمية خاصة لكونها تأتي بعد تحولات وتغيرات جذرية يشهدها العالم العربي في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية تتطلب إيجاد آليات أكثر فاعلية لدعم مسيرة التكامل الاقتصادي العربي، حيث مثلت القمة بيت القصيد من واقع منظومة العمل العربي المشترك الذي يتطلب تكاتف الجهود الجادة والمخلصة من أجل التغلب على التحديات والسعي نحو تعزيز العمل العربي المشترك بما ينعكس إيجاباً على حياة المواطن العربي. وأضاف الدكتور الثنيان: وتأكيداً لما ورد في البيان الصحفي الصادر عن وزارة المالية فإن دعم وتعزيز قدرات المؤسسات والشركات العربية المشتركة وتمكينها من التوسع في تحقيق أهدافها التنموية والإسهام في برامج العمل العربي المشترك يعد في سياق مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله- والشركة العربية لتنمية الثروة الحيوانية احدى ثمار العمل العربي المشترك؛ وتأسست من منطلق استراتيجية عربية تؤمن بأن المشروعات العربية المشتركة تعد من الركائز الاقتصادية الفاعلة لتنمية اقتصاديات المنطقة وتحقيق التكامل الاقتصادي العربي وزيادة التبادل التجاري بين الدول العربية خاصة في ظل سياسات تحرير هذا التبادل وانسياب التجارة بين الدول العربية دون أية معوقات. وتابع الخبير الاقتصادي ومدير عام الشركة العربية لتنمية الثروة الحيوانية موضحاً أن الشركة العربية (أكوليد) تعد أحد المشروعات العربية المشتركة المنبثقة عن مجلس الوحدة الاقتصادية التابع لجامعة الدول العربية بمساهمة اثنتي عشرة دولة عربية برأسمال قدره (211) مليون دولار أمريكي بغرض تحقيق أهدافها المتعلقة بالاستثمار العربي المشترك، ومنذ انطلاق فعالياتها الانتاجية والتنموية في عام 1977م أقامت العديد من المشروعات والمساهمات المشتركة في مختلف مجالات الثروة الحيوانية والزراعية في إطار استراتيجية تهدف لتوطين التقنية الحديثة وتأهيل وتدريب الكوادر العربية وتعظيم الاستفادة من المزايا النسبية في الدول المستضيفة لفعالياتها، والاسهام في سد جزء من الفجوة الغذائية برفد الأسواق بالعديد من المنتجات الاستهلاكية الغذائية، وتشجيع قيام المشروعات الداعمة لروابط التعاون والتكامل الاقتصادي العربي. وقد اتخذت الشركة مكتبا إقليميا لها في مدينة الرياض بالمملكة؛ إضافة الى مقرات فروعها في الدول العربية المؤسسة. ومضى الى القول: وتنفرد الشركة بوحدة استشارية للدراسات الفنية والاقتصادية بمثابة بيت خبرة عربي مشترك متخصص في جميع مجالات الانتاج والتصنيع الزراعي والحيواني والمباني والمرافق وتقوم بتقديم خبراتها وخدماتها للمستثمرين العرب بأنماطهم المتعددة بحيث يشمل نشاطها الاستثماري غالبية الدول العربية إضافة الى دول أخرى مما دفع بعجلة التنمية الاقتصادية فيها. وتتمتع الشركة بوجود مكتب هندسي متميز يضم كافة التخصصات الهندسية ويقوم بإعداد التصاميم والمخططات والمواصفات الفنية ووثائق المناقصات ودراسة العروض المقدمة من الشركات لتنفيذ المشاريع المختلفة وإعداد برامج التشغيل والصيانة وتطوير وتحديث أساليب الانتاج. كما تضم الشركة خبراء وأخصائيين في المجالات المختلفة للثروة الحيوانية والداجنة والزراعية إضافة الى الاستعانة والتعاون مع الجهات لإنجاز أعمالها المختلفة، وقد وظفت قدراتها وإمكاناتها في تكوين وحدة ترويج مشروعات الأمن الغذائي داخل جهاز الشركة بهدف القيام بكل ما من شأنه ترويج الاستثمار في مشاريع الأمن الغذائي العربي من قبل القطاعين الحكومي والخاص وتجهيز ملف كل المشروعات المرغوب في إقامتها، وحصر المؤسسات الاستثمارية ورجال الأعمال العرب بالتعاون مع الاتحاد العام للغرف العربية والاتحاد العام لدول مجلس التعاون لإطلاعهم على واقع هذه المشروعات ومن ثم إجراء المباحثات لتأسيس الشركات التي سوف تتولى التنفيذ. واختتم حديثه بأن الشركة كللت أعمالها على مدى فترة عملها بالنجاحات المستمرة والإنجازات المتواصلة أبرزها التقييم الذي أجراه أحد بيوت الخبرة العالمية المتخصصة في الولاياتالمتحدةالأمريكية (IRI) حيث أوضح ما قامت به الشركة العربية من استغلال كامل مواردها المتاحة في مشروعات انتاجية ناجحة مؤكدة للقطاع الخاصة أربحية المشروعات الزراعية في المنطقة العربية وتوافر الكوادر المحلية المؤهلة لذلك النجاح مما شجع العديد من الحكومات العربية والقطاع الخاص بها لإبداء الرغبة لمشاركة الشركة في مشروعات تنموية مساهمة في خدمة الاقتصاد والمواطن العربي.