أكد رئيس مجلس إدارة البنك السعودي للاستثمار الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله العوهلي أن فريقا من المصرفيين السعوديين تمكنوا من إعادة بناء عمليات البنك ليصبح حالياً لاعباً أساسياً في القطاع المصرفي، واضاف أن البنك يعتبر أول مؤسسة مالية سعودية تتبنى استراتيجية تقوم على إنشاء شركات مستقلة لتقديم بعض المنتجات والخدمات المصرفية والاستثمارية، جاء ذلك في حديث خاص ل" الرياض " تزامنا مع اعلانه الاستقالة من منصبه في البنك. *كم يبلغ رأس مال البنك عندما تم تكليفكم برئاسة مجلس إدارة البنك؟ -كان رأس مال البنك عند تكليفي برئاسة المجلس يبلغ 90 مليون ريال وكان البنك يمر بالكثير من المصاعب المالية والإدارية. البنك أسهم في رفد قطاع الأعمال بالخبرات المتميزة * كيف استطاع البنك تجاوز تلك المصاعب المالية والإدارية؟ -بعد إنهاء عقد الإدارة الفنية مع الشريك الأجنبي استطعنا تشكيل فريق إداري من المصرفيين السعوديين الأكفاء الذين تمكنوا من إعادة بناء عمليات البنك على أسس أكثر مهنية ليصبح البنك حالياً لاعباً أساسياً في القطاع المصرفي المحلي. العوهلي في حديثه ل «الرياض» * من المعروف أن البنك السعودي للاستثمار يُعتبر من أوائل البنوك السعودية التي تخصصت وتميزت بمصرفية الشركات، هل ما زال يتميز عن البنوك الأخرى من حيث المنتجات والخدمات المصرفية المقدمة لعملائه من الشركات والمؤسسات؟ -مصرفية الشركات من أهم القطاعات المصرفية بالبنوك عموماً ولدينا خصوصاً وذلك لأننا كما أوضحتم من أوائل البنوك التي دعمت وخططت لبناء قاعدة لتمويل الشركات، فالبنك السعودي للاستثمار يتميز بالخبرة والأسبقية بالمجال جعلته يتقدم خطوات ليست بالبسيطة ويحافظ على تميزه في هذا القطاع. * إلى ماذا تعزو بنظركم استمرار النمو في أرباح البنك طوال الفترة الماضية؟ -إن استمرار نمو أرباح البنك وبمعدلات مرتفعة هو ثمرة للتخطيط الاستراتيجي الذي يرتكز على تقديم مجموعة متكاملة من الخدمات والمنتجات المصرفية لشرائح متعددة من العملاء سواءً في قطاع المصرفية الشخصية أو الخدمات المصرفية للشركات والمؤسسات. وقد ساعد ذلك على تفادي البنك لمخاطر التركزات الائتمانية في قطاع معين أو الارتهان لنشاط اقتصادي معين يكون عرضة للهبوط أو الارتفاع بين فترة وأخرى، وفي جانب آخر فقد كان البنك أول مؤسسة مالية سعودية تتبنى استراتيجية تقوم على إنشاء شركات مستقلة لتقديم بعض المنتجات والخدمات المصرفية والاستثمارية، حيث يملك البنك حالياً خمس شركات متخصصة وهي شركة الاستثمار كابيتال والتي تقدم خدمات الوساطة وإدارة الأصول، وشركة أمريكان إكسبريس السعودية، وشركة أوريكس السعودية للتأجير التمويلي، وشركة المتوسط والخليج للتأمين وإعادة التأمين، وشركة أملاك العالمية للتطوير والتمويل العقاري. *كيف نمت الكوادر المصرفية السعودية خلال الفترة الماضية؟ وكيف تجدون مهنيتهم مقارنة بالمصرفيين الأجانب؟ وما مدى إسهام البنك في دعم هذه الفئة؟ -حين توليت رئاسة مجلس إدارة البنك كان هناك ندرة في الكفاءات المتخصصة في القطاع المصرفي في المملكة، ومن هنا برز التحدي أمامنا في إعداد الكوادر الوطنية والكفاءات المتخصصة وقد كان حجم المسؤولية كبيرا، حيث قام البنك بدعمهم بالتدريب والتأهيل وتوفير جميع سبل النجاح والتفوق، ولله الحمد أثبت السعوديون كفاءتهم المهنية وأحقيتهم لتَبَوُّء مناصب مرموقة في مختلف القطاعات، والتي لا يمكن أن تكون من باب المحاباة أو المجاملة حيث تبقى الكفاءة والجدارة هي المعيار الحقيقي للتوظيف. * كيف نجح البنك بتخطي الأزمات المالية السابقة؟ وكيف كان دور مؤسسة النقد خلال تلك الأزمات؟ -كما أوضحت سلفاً فإن عمليات البنك ترتكز على تخطيط استراتيجي طويل الأمد يأخذ في الاعتبار إدارة الميزانية بطريقة فعّالة ومتحفظة في نفس الوقت. كما أن تنوع منتجات البنك وتوزيعها على المدروس على شرائح متنوعة من العملاء وقطاعات الأعمال قد ساعد على تخفيف أثر الأزمة المالية على أداء البنك. وفي هذا المجال يجب ألاّ نغفل دور مؤسسة النقد العربي السعودي التي وفرت الكثير من الدعم للقطاع المصرفي السعودي واستطاعت من خلاله تقوية المركز المالي للبنوك السعودية. *اليوم وأنتم تترجّلون من قيادة البنك السعودي للاستثمار ماذا تود أن تقول؟ -على الرغم من أن هناك الكثير مما يمكن أن يُقال بعد هذه المسيرة إلاّ أنني أود إيجاز ذلك بالتعبير عن شعوري بالفخر أنني أترك هذه المؤسسة وقد أصبحت صرحاً كبيراً يُشار إليه بالتميز والاحترافية والعلاقات الواسعة مع جميع شرائح المجتمع، وبعد أن كان مجال عمل البنك محصوراً بتقديم بعض الخدمات المصرفية المتخصصة وبرأس مال لا يتجاوز 90 مليون ريال، أصبح مؤسسة مالية تقدم جميع أنواع المنتجات والخدمات المصرفية والاستثمارية ويتجاوز رأس ماله 5500 مليون ريال. كما أنني أفخر أن البنك السعودي للاستثمار وعبر هذه المسيرة قد استطاع بناء قاعدة عريضة من المصرفيين السعوديين سواءً ممن لا يزالون في البنك أو ممن غادروا ونعتبرهم جزءاً من إسهام البنك في رفد قطاع الأعمال السعودي بالخبرات المتميزة. لقد أمضيت بين أروقة البنك من السنوات أكثر مما أمضيته مع عائلتي وأحمد الله تعالى أن هذه الفترة لم تضع سدى، وقد تشرفت خلال هذه الفترة بالعمل مع الكثير من الزملاء الذين خدموا البنك من خلال عضويتهم في مجلس إدارة البنك بالإضافة إلى أبناء البنك الحاليين والسابقين الذين أكن لهم الكثير من الود والعرفان، فقد كانوا عوناً لي بعد الله في تحقيق النجاح لهذه المؤسسة العريقة.