هناك من لا يزال يظن أن الرياضة وتحديداً كرة القدم فقط ركل ومطاردة وترفيه وسفر وسهر وقبض للمرتب نهاية كل شهر واستلام للمكافأة عند كل فوز وبطولة، لم يؤمنوا أن الرياضة قبل ذلك فكر راقٍ وثقافة تقرأ الواقع والمستقبل ووسيلة نبيلة وهدف سامٍ وتقديم رسالة ايجابية للجميع خصوصا فئة الشباب الذين يشجعون ويهتمون باللاعبين النجوم ويقلدونهم في التصرفات والهواية وارتداء الملابس وطريقة قصات الشعر والظن بان كل ما يفعلونه ويتفوهون به صائب، بل انها - اي الرياضة - باحترافها واستثماراتها اصبحت مصدر رزق للكثير من الأسر، وهناك من كون نفسه منها لإدارته الصحيحة لنفسه وحساباته الجيدة لخطواته، ولو اردنا احصاء اللاعبين الذين يتمتعون بفكر رياضي وبعد ثقافي والايمان بما يقدمونه من رسائل ليس فقط عبر مطاردة الكرة انما اشياء كثيرة معظمها خارج الميدان كالمشاركة في المناسبات الاجتماعية والتعامل بمثالية والالتزام والقدوة في البعد عما يخدش الاخلاق ويشوه مسيرة النجم لوجدناهم قليلين جدا، فالكثير من الاجيال الحالية بزغت شمس حياته الرياضية على الملايين والاعلام والاحتفاء الجماهيري والدلع من الادارة والاعتناء به من اعضاء الشرف حتى اصبح لا يرى غير نفسه "النجم الأوحد" والبعض يذهب تفكيره الى أن الرياضة ما هي الا "عربدة" ولبس اساور وقصات شعر غريبة ومطاردة لكل موضة وتقليد اعمى وتجاوز ونسيان لكل الواجبات والقيّم والتقاليد الحميدة والمسؤوليات، وغير ذلك فبعض اللاعبين يندفع خلف رغباته والانغماس في اشياء لا يمنع نفسه عنها وبعضها مضر بالصحة قبل ان تكون مشوهة لتاريخه، ومنهكة للجسد، يدفعه الى ذلك الظن بأن شهرته ستجمله وتحميه في كل وقت حتى لو أخطأ وتجاوز على الناس والاخلاق الرياضية وخدش التنافس الشريف، وهناك اشياء ربما تكون مدبرة من أناس اما بسبب التعصب لأندية او غيرة للايقاع باللاعب والقضاء على مستقبله مع ناديه والرياضة بصورة عامة، وهناك نجوم عدة تعرضوا لهذه الاساليب واللبيب من يتعض منها. كان صالح النعيمة وصالح خليفة وماجد عبدالله وفهد المصيبيح ومحمد عبدالجواد وسامي الجابر وقبلهم وبعدهم نجوم كُثر يتعرضون للمغريات في النادي والمنتخب وفي اي مكان يذهبون اليه، وقبل المباريات وبعدها وفي المعسكرات ومع هذا كانوا يقاومونها بقوة ويرون مجرد الالتفات لها مضعية للوقت وتسفيه لأنفسهم، لماذا؛ لأنهم يدركون ابعادها وتأثيرها السلبي على اللاعب وسرعة رحيله عن الملاعب وتشويهه لدى مجتمعه، اما الان فصرنا نقرأ قصصاً بعضها محزن لأنها تسببت في القضاء على لاعبين في مقتبل العمر الرياضي كان يرجى لهم البروز، وايقاف البعض الاخر بقرارات تأديبية لأنهم لم يفكروا جيدا وينظرون الى المستقبل بعين ترى الطريق الصحيح، واقرب الامثلة لاعب وسط النصر احمد عباس وحارس الهلال خالد شراحيلي فالكل كان يتوقع لهما مستقبلا جيدا مع فريقيهما والمنتخب السعودي، ولكنهما لم يهتما بنفسيهما، وعندما اخترنا هذين الاسمين فلأنهما اوقفا حديثا بسبب تعاطيهما لمواد محظورة من دون ان يحسبا خطواتهما جيدا، وقبلهم لاعبون كٌثر سلكوا الطريق الخطأ وانساقوا باتجاه نزواتهم فكانت النهاية المؤلمة والضياع الأبدي وشطب اسمائهم من الذاكرة.