أكدت أول مذيعة سعودية في قناة «الجزيرة» القطرية ابتسام الحبيل، أن عمر الإنسان يقاس بمدى الإنجازات، جاء ذلك رداً على سؤال ل«الحياة» حول أسباب عدم تدوين عام ميلادها في موقعها الإلكتروني إلى جانب «تاريخ الميلاد» المدوّن وأشارت إلى أن اجتهادها «الإعلامي» قادها لشاشة «الجزيرة» الرياضية كمقدمة نشرة أخبار، ووصفت تنقلها بين ست قنوات بما يحدث للاعبي كرة القدم وكثرة انتقالاتهم بين الأندية. وطالبت الحبيل قبل إنشاء بنية تحتية لرياضة المرأة في السعودية بسن معايير خاصة لذلك تندرج في الجوانب الأخلاقية والاجتماعية والشرعية، وأبانت أن الوقت غير مناسب للمطالبة بتنصيب النساء السعوديات في إدارة الاتحادات الرياضية المحلية، جاء ذلك في حوارها الآتي مع «الحياة»... فإلى نصه: الرياض – سحر البندر تذكرين في موقعك الإلكتروني أنك ولدت في ال 19 من كانون الأول (ديسمبر)، لكنك لا تذكرين سنة ميلادك، هل تخافين من الكبر كما يكبر اللاعبون؟ - على العكس، العمر بالنسبة لي يقاس بمدى الإنجازات التي يقدمها الإنسان في حياته، وهذا يعني أن حساب العمر عبارة عن كل ما قدمه الإنسان في حياته، وليس أياماً تضاف لسنواته، وتسمى ذكرى الميلاد، وإن كنت أكبر عاماً، فأنا فخورة بانقضاء العام ودخولي عاماً جديداً في حياتي، خصوصاً أن العام الماضي تم فيه إنجاز الكثير، وتحققت لي العديد من الطموحات والآمال، ومن يخاف أن يكبر هو من تتسرب أيامه هدراً من بين يديه، سواء كان لاعباً أو إعلامياً أو غيره. هل كان عملك في الإعلام الرياضي مجرد صدفة؟ أم ليقال إنك أول سعودية في هذا المجال؟ - بحسب قناعاتي الشخصية لا تأتي الأمور صدفة أبداً، ولكنني أقول لك إنه القدر مع بعض من الاجتهاد، فبعد قدرة الله التي أرادت ذلك كان السعي والاجتهاد من جانبي، فمنذ بداية عملي في الإعلام سعيت جاهدة للوصول لأبعد ما يعتقد البعض أن بإمكانه الوصول إليه، وهناك من راهن على فشلي، وآخرون راهنوا على توقفي في منتصف المسافة المحسوبة منذ بدايتي حتى اليوم، أما أن يقال إنني أول سعودية في هذا المجال، فهذا ما حدث بالفعل نظراً لاجتهادي، وأن إيمان الجزيرة الرياضية ممثلة في إدارتها بمهنيتي يضيف لرصيدي الإعلامي، وهذا ما أسعى لإثباته يوماً بعد يوم، وعملي في الجزيرة الرياضية أكمل الجزء الناقص في مشاعري تجاه الرياضة. عملت في ست قنوات فضائية (الإخبارية والعقارية والاقتصادية والشارقة والدولية والجزيرة الرياضية) خلال ستة أعوام، هل تعتبرين أن التنقل بين وسائل إعلامية عدة يحقق فائدة للإعلامي تضاهي تنقل اللاعب بين الأندية الرياضية؟ - استفدت الكثير سواء في ما يخص العمل الإعلامي أو الثقافة التي استقيها عبر العمل في قنوات عدة، ومحطات العمل الإعلامي أخذتني كل مرة لتخصص مختلف عن سابقه، وهذا يعني أن المحصلة الثقافية والمعلوماتية تتنوع، وكل مجال عملت فيه أحببته لا لشيء إلا لأنني لست حكراً على مجال معين أو توجه ما في الإعلام، بل أرغب في مخاطبة فئات عدة في المجتمع وهذا ما حدث، وإن كان هناك تشابه في التنقل بيني وبين اللاعب كما ذكرت في سؤالك، فلا بد أن يكون الانتقال مدروساً وللأفضل، واللاعب من خلال انتقاله من ناد لآخر عن طريق الاحتراف، فإنه بلا شك يطمح لزيادة خبراته الرياضية، ناهيك عما سيضيفه له هذا الانتقال على صعيد رياضي وشخصي، وانتقالي المدروس حقق لي فوائد كثيرة على صعيد عملي وتطوري المهني. كيف كانت بداية مشوارك مع الرياضة؟ وما المصاعب التي واجهتك في التحليل الرياضي؟ - بداية المشوار في الإعلام الرياضي عبر تقديم نشرة الأخبار التي تزامنت مع نقل مجريات وأحداث بطولة «يورو 2008» على شاشة الجزيرة الرياضية، وكنت أقدم نشرات الأخبار المتخصصة ثم قدمت مجموعة من الحلقات التي استضفت فيها بعض رؤساء أهم أندية السعودية، ومنهم الأمير عبدالرحمن بن مساعد والأمير فيصل بن عبدالرحمن وخالد البلطان، وحالياً أقدم إضافة إلى نشرات الأخبار برنامجاً رياضياً أسبوعياً موجهاً للعائلة، أما عن الصعوبة فلولاها لا ألمس شخصياً مدى تطوري، ولأن المجال الرياضي جديد بالنسبة لي ولأنه زاخر بأسماء اللاعبين واللاعبات ممن لا نتداول أسماءهم عادة، فقد كان لفظ الاسم بالطريقة الصحيحة أولى الصعوبات. ماذا أضاف لك العمل الإعلامي الرياضي شخصياً ومهنياً؟ - أضاف لي ثقافة جديدة وقربني من مجال علاقتي به تتحدد بالمشاهدة والمتابعة، وهذه الثقافة ساعدتني في فتح آفاق جديدة ومعرفة المزيد مما كنت أجهله، والرياضة عالم كبير لا يقتصر على مباريات وأحداث رياضية فقط ولا على تعصب في بعض الأحيان، إنما هو عالم ثقافي متنوع، وأي متابع للشأن الرياضي لا بد وان يجد ما يمتعه من مجمل الرياضات، أما مهنياً فلأني اعمل في الحقل الرياضي أعيش الرياضة في متابعاتي ومشاهداتي وتقديمي للنشرات والبرامج. من خلال خبرتك في العمل الرياضي، كيف تنظرين لمستقبل الرياضة في السعودية مقارنة بالدول الخليجية؟ - لا يختلف اثنان على الرياضة في السعودية ببطولاتها وتفوقها هي الأفضل، وهناك إجماع من الرياضيين والمتابعين بأن الرياضة السعودية في تطور مستمر، كيف لا والرياضة السعودية تُعطى الكثير من الاهتمام من المسؤولين وعلى رأسهم الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل، والمستقبل الواعد ينتظر الرياضة السعودية. هل ترين أن باستطاعة المرأة السعودية في ظل الظروف الحالية أن تترأس اتحادات رياضية؟ - قبل أن نتحدث عن استطاعة المرأة السعودية ترؤس اتحادات رياضية، دعيني أتحدث عن مطالبة مجلس الشورى للرئاسة العامة لرعاية الشباب والرياضة بتوفير أندية رياضية خاصة للنساء، وأظن أنها بداية، وقبل أن تترأس المرأة اتحادات رياضية لا بد من إيجاد البنية التحتية للرياضية التي تمارس فيها المرأة السعودية هذا النشاط، في ظل معايير أخلاقية شرعية ومجتمعية، وطالما انه لا توجد ممارسة فعلية للرياضة في مدارس البنات سواء بحصص الرياضة أو من خلال مؤسسات تعليمية رياضية كما هو متعارف عليه في العديد من الدول، لا أظن أن الوقت مناسب لترؤس المرأة السعودية للاتحادات الرياضية. تصفين نفسك على أنك سيدة أعمال، هل تفكرين في مشروع رياضي نسائي؟ - طالما انني سيدة أعمال فأنا انظر لمدى فاعلية المشروع الذي أقوم به وجدواه على ارض الواقع، ولدي رؤية لمشروع رياضي يجمع جوانب عدة تمثل مجموعة من الرؤى، بناء على دراسة وخبرتي واهتماماتي، وسيكون مشروعاً هادفاً لأكثر من فئة، وما زلت ادرس الموضوع من الناحية المادية والفائدة التي أريدها للفئة المقدمة لها. ما الرياضة التي تزاولينها؟ وما الرياضة التي تحلمين بممارستها؟ - رياضة المشي و»الايروبك» متنفسي، خصوصاً في ظل الضغوط اليومية والانشغالات التي لا تنتهي، ورياضتي المفضلة ركوب الخيل والتي بدأتها منذ فترة وتعودت عليها بنسبة جيدة، ولأني اقترب للرياضة من خلال عملي الحالي، فباستطاعتي القول إنني أحاول تعلم لعبة التنس في الفترة المقبلة. لأي نادٍ محلي يرق قلبك؟ وأي فريق عالمي يبهجك؟ ولأي لاعب تهتفين؟ - ليس لدي تعصب لناد معين، واللعب النظيف هو الأهم، وهذا ينطبق على الفرق العالمية بالنسبة لي، أما بالنسبة للاعبين، فأنا اصفق للكثير منهم وأتابع المباراة وليس اللاعب بحد ذاته، وعيوني تلحق الكرة والهدف المتوقع، وهذا تماماً ما اصفق له في أي حدث رياضي أتابعه.