أصدرت سفارة جمهورية اذربيجان لدى المملكة بياناً بمناسبة الذكرى السنوية السادسة عشرة لعدوان النظام السوفياتي السابق على جمهورية اذربيجان واحياء ذكرى شهداء مأساة العشرين من شهر يناير لعام 1990م وقال البيان: تطل هذه الأيام على اذربيجان الذكرى الأليمة لمأساة العشرين من يناير عام 1990م التي قامت فيها قوات النظام السوفياتي السابق بالعدوان السافر على جمهورية اذربيجان. فقد بدأت بوادر هذا العدوان عام 1988م حين قام زعماء الحزب الشيوعي السوفياتي البائد بمحاولات جدية لفصل منطقة قاراباغ الجبلية التابعة لأذربيجان وضمها إلى جمهورية ارمينيا نتيجة الضغط الأرمني المتواصل على القادة السوفيت الموالين لهم داخل الاتحاد السوفياتي وخارجه. لقد أيقن الشعب الاذربيجاني بأن القيادة السوفيتية قد باعت قضيته وتواطأت مع الأرمن ووجهت له طعنة من الخلف حيث اتضح هذا الأمر في موقف القادة السوفيت المتردد والمتخاذل من هذه القضية والذي تمثل في الدعم اللامحدود للأرمن في عدوانهم على اذربيجان. ونتيجة لهذا الدعم والتواطؤ فقد بدأ الأرمن بطرد الاذربيجانيين من اراضيهم الأصلية في ارمينيا تمهيداً لفصل منطقة قاراباغ في اذربيجان. لقد هب الشعب الاذربيجاني في تلك الفترة الزمنية لمقاومة اجراءات ارمينيا عن طريق تنظيم المظاهرات والاجتماعات الجماهيرية الحاشدة تضامناً مع الشعب الاذربيجاني المطرود من ارمينيا وقاراباغ واستنكاراً لموقف وسياسة القادة السوفيت المتواطئة مع ارمينيا. لقد شكلت هذه المظاهرات والاحتجاجات نواة للحركة التحررية للشعب الاذربيجاني، وبهدف قمع الحركة التحررية لجأت القيادة السوفياتية في محاولة للحفاظ على الامبراطورية إلى استخدام القوة ضد الشعب الاذربيجاني، ففي ليلة التاسع عشر من يناير عام 1990م دخلت القوات المسلحة للاتحاد السوفياتي السابق إلى باكو عاصمة اذربيجان والعديد من المدن الاذربيجانية الأخرى مستخدمة أحدث الأسلحة المتطورة حيث فتح الجنود نيران اسلحتهم في كل اتجاه وقتلوا وجرحوا المئات من المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ العزل. لقد شكل هذا العدوان جريمة بشعة في حق المواطنين الأبرياء العزل وانتهاكاً صارخاً لسيادة الجمهورية وانتهاكاً فاضحاً للقوانين والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان. وقد مثل هذا الاعتداء امتهاناً للكرامة الوطنية وقمعاً لإرادة الشعب الاذربيجاني الذي بدأ كفاحه ونضاله العادل والمشروع لنيل استقلاله وحريته وإقامة دولته المستقلة. ان الأحداث المأساوية للعشرين من يناير عام 1990م لم تضعف إرادة الشعب الأذربيجاني ورغبته في الحرية والاستقلال بل عملت هذه الأحداث على تكاتف وتعاضد كافة فئات المجتمع الاذربيجاني في مقاومة المحتل ودفعت عملية التحرر الوطني بقوة إلى الأمام حيث تكلل ذلك في استقلال اذربيجان عام 1991م. تتمتع اذربيجان اليوم بجميع مقومات ومزايا الدول المستقلة، فقد حصلت على اعتراف المجتمع الدولي بأكمله باستقلالها وسيادتها وتمكنت من الدخول في عضوية العديد من المنظمات والهيئات الدولية المرموقة مثل منظمة الأممالمتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي وغيرها من المنظمات الدولية الأخرى. تمكنت اذربيجان خلال الحقبة الماضية من تاريخ استقلالها من إقامة علاقات الصداقة والتعاون وحسن الجوار مع العديد من البلدان وفي مقدمتها بلدان العالم الإسلامي وفي طليعتها المملكة العربية السعودية. لقد أكدت اذربيجان انه على الرغم من المآسي والأهوال التي ألمت بها وعانى منها شعبها وعلى رأسها احداث العشرين من يناير عام 1990م انها تتميز دائماً بسياسة حب السلام. وقد تمكنت اذربيجان خلال فترة وجيزة من بناء نظام ديمقراطي قائم على التعددية السياسية وخطت خطوات واسعة نحو تطبيق مبادئ اقتصاد السوق الحر على نظامها الاقتصادي. تنتهج اذربيجان هذه السياسات كمبدأ قائم ويمارس فعلياً بالرغم من الظروف الصعبة والقاسية التي سببها عدوان جمهورية ارمينيا على اذربيجان واحتلال 20٪ من أراضيها وتشريد نحو مليون مواطن من الشعب الاذربيجاني من وطنهم وأراضيهم الأصلية. واحياء لذكرى الشهداء الذين سقطوا في احداث العشرين من يناير المأساوية تقام في كافة انحاء اذربيجان مراسم الحداد تخليداً لذكرى ابنائها الأبرار الذين سقطوا نتيجة الجريمة البشعة للقوات السوفياتية ضد هذا الشعب المسالم.