بعيداً عن صخب المدينة وارتفاع أصواتها وازدحام شوارعها وكثافة سياراتها الحديثة والقديمة الذي يقودها العمالة مخلفة عوادم وأدخنة مضرة بصحة المجتمع وتستخدم في نقل الحمولة وأقحمت بركاب في حوض السيارة مسببة تشويهاً لعاصمتنا الحبيبة غادرت الرياض في أمان من ساهر المتنقل بخفية تامة في كل طريق وشارع في إجازة قصيرة أقضيها مع أعز شخصين على روحي وقلبي في هذا الكون الفسيح مع والدي ووالدتي حفظهما الله. وفي أثناء الإجازة وفي ليلة شتوية جميلة بجمال من نسامرهم على نار الشتاء ونتجاذب معهم أطراف الحديث بل نترك الحديث لهم ونستمع لهم بأدب يليق بهم فهم خير من يتحدث بحكم ودرر وتطرق الحديث حتى وصل إلى حديث المجالس الدارج هذه الأيام عن استمرار حافز من عدمه قلت لوالدتي حفظها الله ملاطفاً وممازحاً وبأدب يليق بمكانتها كخادم يتحدث مع سيدته (أن الأمهات وربات البيوت يعطونهم حافز خاص لهن إن شاء الله) فقالت لي بكل عفوية تامة وبدون تكلف وتصنع ( ياوليدي نحن الأمهات قد قمنا بتربيتكم وقبل ذلك تحملنا الألم في حملكم وإنجابكم وتعبنا على تدريسكم حتى صرتم رجالاً تخدمون وطنكم من الكبير إلى الصغير فالوزير والسفير والمدير والضابط والدكتور والطالب نحن الأمهات من قام بإعداده وتأسيسه أيام الفقر والجوع.. فلماذا يتكاثر علينا هذا المبلغ الزهيد وأنا أمك ؟؟ لا نريد حافز!! لان حافز وأنا أمك يحفز العاطلين والعاطلات عن العمل أنهم يروحون يدورون وظيفة ونحن لسنا عاطلات بل صانعات الأجيال منجبات الأبطال ونريد هدايا أو مكافآت أو سمها ما تريد. لا نريد الأم الكبيرة بسن يكن دخلها فقط الضمان الاجتماعي كأننا مساكين ونريد دخلاً ثابتاً وأنا لا أتكلم بسمي فقد أكون ميسورة الحال في ظل أولادي ولكن غيري من الأمهات الفقيرات والأرامل ومن لدين ظروف لا يعلم بها ألا الله وأبونا الملك عبدالله بن عبدالعزيز من كل خير قريب ولا يقصر والله يطول بعمره وإخوانه على طاعته ولا يفرق شملهم )) انتهى حديث والدتي حفظها الله ..بعدها صمت قليلاً بل طويلاً أفكر بتمعن وتروٍ في هذا الكلام وكأنني أرى أنها هذا لسان حال الكثير من الأمهات وربات البيوت وأنا هنا لن أتحدث عن حافز فقد كتب وتكلم فيه الكثير من الكتاب والمحللين الاقتصاديين ولكني أتحدث عن الموضوع من الناحية الاجتماعية فأقول في كل صباح ترتدي أختي الطبيبة أو الممرضة مشكورة معطفاً أبيض يشير ويرمز إلى العمل الإنساني تغادر منزلها مودعة أطفالها ووالديها إلى المستشفيات والمصحات لتخدم وطنها وتقوم بإيصال رسالة إنسانية وتقوم بعمل جبار في هذا المجال الحيوي وتوفر لأخواتنا المريضات والمراجعات جواً صحياً وتكشف عليهن وتقدم لهن الخدمات الصحية وتمارضهن في جو نسائي مستقل وتتحدث لها المريضة في ارتياح تام وتفصح لها عن كل ما تشتكي منه فلهن الشكر والتقدير والاجلال من الجميع عل هذه الخدمة والذي لا يستغني عنها الوطن بأي حال من الأحوال وتشاركها أختي المعلمة القيام بواجبها الوطني والتربوي لتعلم ابنتي العلم والتعليم والمبادي والقيم الإسلامية الصحيحة والوطنية وتشاركهن أخواتنا الموظفات في القطاعات الخدمية الأخرى ذات العلاقة بالخدمات النسائية وذكرت الطبيبة والممرضة والمعلمة على سبيل المثال فقط لا الحصر وإلا فالنماذج المشرفة النسائية الوطنية كثيرة وتبقى ربة المنزل في بيتها تقوم بدور اجتماعي مهم لا يقل عن دور الموظفات والمعلمات في المؤسسات الحكومية في خدمة المجتمع فهي من تربي الطفل التربية الأساسية وتودع أبناءها قبيل الذهاب إلى المدرسة بالدعاء وتستقبلهم في الظهيرة بالحب والترحيب وحنان الأمومة وتتابع لهم دروسهم وتقوم بواجبها التربوي كأم وكزوجة لزوجها فهي من تعد له الجو العائلي في البيت وتستقبل زوجها بعد عناء عمل كأنها وردة جميلة يستنشق منها ريحاً جميلاً ينسيه التعب والكدح. فالعاملة والموظفة والأم وربة البيت جميعا شركاء ومكملون لبعض في خدمة المجتمع. وفي ظل هذا الميزانية الضخمة التاريخية في بلدنا الغالي أتمنى أن تتبنى وزارة الشؤون الاجتماعية مشروعاً يستحق الإشادة من الجميع في توفير رواتب ومكافآت للأمهات وربات البيوت ويحصل به اهتمام الأم ببيتها وأسرتها وأن تجد رسالة والدتي أذناً صاغية ومسؤولاً مخلصاً في إيصال صوتها لأصحاب القرار وحفظ الله على وطننا الغالي الأمن والرخاء والاستقرار في ظل قيادة والدنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -..