في مباراة لا تقبل القسمة على اثنين، يلتقي منتخبا الإمارات والعراق على أرض ملعب البحرين الوطني في ختام خليجي 21 بمملكة البحرين، ووفقاً لآراء النقاد والمتابعين فالنهائي جاء مستحقاً للطرفين كون المنتخبين الأفضل في بطولة خليجي 21 وقدما عطاءات جيدة استحقا على إثرها التأهل للنهائي بعد فوز الأبيض الإماراتي على الكويت بهدف دون مقابل في الدور نصف نهائي في حين فاز أسود الرافدين بركلات الترجيح على البحرين، ويدخل الطرفان مباراة اليوم بأهداف كبيرة وآمال لتحقيق الفوز الذي سيكون أكثر من مجرد انتصار عادى فهو العودة الحقيقية لساحة البطولات بجيل جديد، حيث سيفتح الباب على مصراعيه أمام صاحبه نحو التتويج والحصول على الكأس الغالية التي غابت كثيرا عن الطرفين، وتنتظر الجماهير العراقية والإماراتية هذه المواجهة الصعبة على أحر من الجمر كون الطموحات كبيرة لاستعادة نغمة الانجازات الخليجية بعد ان غابا عنها كثيرا فسبق أن حقق المنتخب العراقي البطولة 3 مرات سابقة آخرها قبل 25 سنة في حين الإمارات أحرز اللقب مرة واحده عام 2007م ، ويسعى المنتخبان لتأكيد الأفضلية في هذا المحفل الخليجي الذي شهد منافسة شرسة من كل الفرق لذا فالمعنويات مرتفعة والفوز باللقب هو ما تنشده الجماهير ليؤكد تفوقهما مجدداً، المباراة فرصة لعبور جيل عمر عبدالرحمن وحمدان الكمالي وصالح حبوش واحمد خليل ومبخوت وبقية رفاقهم لمرحلة جديدة من الإنجازات، خاصة في ظل الروح المعنوية الكبيرة التي تسيطر على لاعبي وجماهير الإمارات، منذ تولى الوطني مهدي علي مسؤولية تدريب الفريق الذي نجح باقتدار في انتشاله من دوامة التراجع وصعد به للعديد من الانجازات بعد أن استطاع بناء ذلك الفريق القوي من مرحلة الناشئين وصولا به إلى نهائيات آسيا للشباب والحصول على البطولة ومن ثم التأهل إلى اولمبياد لندن وأخيرا نهائي الخليج، وتدين الإمارات لهذا الرجل الذي ركز خلال الأيام الماضية على زرع الثقة في نفوس لاعبيه وجعله يتميز باللعب السهل والتمرير القصير حتى يجد ثغرة ينفذ منها بتمريره طولية إلي مهاجم أو لاعب وسط متقدم وفي حالة التركيز يستطيع الفريق الانتقال السلس من الدفاع إلى الهجوم، إلا أن أخطر عيوبه هي فقدان الكرة في وسط الملعب نتيجة ضغط المنافس علي اللاعب المستحوذ علي الكرة وهذا يؤدي إلى خطورة علي المرمي لأن الفريق يكون في وضع هجومي ولا يستطيع بسرعة تدارك وضعه ليتحول للدفاع، ويؤكد أبناء زايد على قدرتهم في تحقيق الفوز على جميع منافسيهم مؤكدين لهم أنهم الأفضل وبإمكانهم تحقيق الفوز لذا ركز مسؤولوه على الدافع المعنوي الكبير لذا رأينا فريقا لا يقهر أبدا، ويأملون أن يكمل مشوار النجاح في تحقيق الانجاز الأغلى بضم الكأس لذا سيواجه اختباراً صعباً اليوم، عندما يواجه المنتخب العراقي اسود الرافدين، ويخشى الجهاز الفني من خطورة خط المقدمة العراقي بتواجد السفاح يونس محمود الذي يعرف التعامل مع الشباك، وان كان الإماراتيون يرون ان موهبة عمر عبدالرحمن ستكون كلمة السر في مواجهة الختام. فيما المنتخب العراقي منتخب كبير ومتمرس ويمزج بين لاعبي الخبرة وعدد كبير من اللاعبين صغار السن ابتداء من الحارس نور صبري والمدافع اسلام شاكر واحمد ابراهيم وهمام طارق، وعلي رحيمة، وحمادي احمد والمهاجم الخبير يونس محمود فالفريق يتمتع بالحيوية لكن لا يصاحبه سرعة في الأداء ويميل لاعبوه إلى الوقوف طويلا على الكرة ويستخدمون سلاح الاستحواذ بفضل قوة خط الوسط إلا أن العيب الرئيسي هو البطء العام في الأداء إلا من جمل تكتيكية مفاجئة تتسم بالسرعة عند تنفيذها هجوميا والاعتماد على الكرات العرضية، ويسود التفاؤل المنتخب العراقي بعد تجاوز البلد المستضيف البحرين بعد أن قدم لاعبوه مباراة رائعة انتهت من خلال ركلات الترجيح وسط حالة من التوازن في الخطوط الخلفية والأمامية فنجح في قهر الأرض والجمهور، فالتفاؤل داخل المعسكر ووضح ارتفاع الروح والإصرار على تحقيق الفوز لتحفيز اللاعبين على الفوز، فحرص المدرب الوطني العراقي حكيم شاكر تجهيز اللاعبين نفسياً مؤكدا على ضرورة الفوز الذي سيكون خطوة كبيرة للفوز بالكأس وطالبهم بضرورة تقديم أفضل ما لديهم، وحذرهم في الوقت نفسه من التوتر الزائد والانفعال، وطالبهم بالهدوء والثبات الانفعالي وامتاع الجماهير بغض النظر عن النتيجة التي تأتي مع المستوى في خط متواز فمتى حضر المستوى حضرت النتيجة، بالتأكيد من يقوم بامتلاك زمام الأمور منذ البداية هو من سيمتلك وسط الملعب وسيكون الأقرب للفوز فمن يتغلب على الآخر الوطني العراقي حكيم شاكر أو الإماراتي مهدي علي وهما الوطنيان الوحيدان في البطولة من الثمانية اللذين قادا منتخبي بلديهما للنهائي فلمن تكون الغلبة في النهائي.