أثمرت شفاعة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس مجلس إدارة لجنة إصلاح ذات البين بالإمارة عن عفو أم مصرية عن قاتل ابنها من الجنسية ذاتها وقد قام رجل أعمال سعودي من مكةالمكرمة بتوفير دية القصاص وقدرها سبعمائة ألف ريال لصالح ورثة المجني عليه وكان له جهد مشكور، وقد وقع ممثل الورثة المحامي الدكتور عبدالحي خلاف محضر التنازل بحضور عدد من أعضاء قسم العفو بلجنة إصلاح ذات البين ووكيل رجل الأعمال الذي قدم شيكاً لتقديمه للجهات المختصة لإتمام إطلاق سراح الجاني الذي يقبع خلف أسوار الإصلاحية بالعاصمة المقدسة منذ 11 عاما. وكانت اللجنة قد استقبلت ملف القضية في 4 / 4/ 1425 ه من إمارة منطقة مكةالمكرمة على إثر تقدم أسرة الجاني بطلب التدخل لدى أهل الدم للعفو عنه حيث تحركت اللجنة للتواصل مع أسرة المجني عليه وتوفير الوثائق الرسمية وتصديقها كما ساهمت اللجنة في تخفيض مبلغ الدية من مليوني ريال إلى سبعمائة ألف ريال. وأشار الدكتور ناصر الزهراني أن القضية تعتبر من أقدم القضايا العالقة نظراً لإصرار والد وأشقاء وأم المجني عليه على تنفيذ القصاص فيما قامت اللجنة باستدعاء محامي أهل الدم أربع مرات بمنحه تأشيرة زيارة للتشاور والوقوف على أبعاد القضية والتنسيق مع أسرة المجني عليه لتحقيق التنازل.وقال محامي أهل الدم الدكتور عبد الحي خلاف: إن من أسباب تأجيل التنازل إصرار والدة المجني عليه على القصاص بعد موافقة والده الذي توفي وأشقاء المجني عليه، مشيراً إلى أن الأسرة تسكن في حي شعبي بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية بمصر، فيما ساهمت ابنة المجني عليه والبالغة من العمر عشر سنوات في إقناع جدتها الرافضة للتنازل رغبة في فعل عمل خيري لصالح المجني عليه ولإنقاذها من الفقر المدقع الذي تعيش فيه. وأضاف المحامي خلاف "ولعل مما استوقفني في سير العمل الحقوقي لهذه القضية حرص لجنة إصلاح ذات البين وإصرار رجل الأعمال السعودي على إنقاذ رقبة المجني عليه وقوله: أريد أن انقذ رقبة مسلم بعيداً عن النظر في كونه مواطناً أو مقيماً". وتعود خلفيات القضية ليوم السابع عشر من ذي الحجة من عام 1423 ه حيث أقدم الجاني عبدالمنعم عبدالرحيم ويعمل جزاراً على قتل زميله الجزار محمد السعيد عبدالدائم بسبب خلاف مالي نشب بينهما فأقدم على قتله بعد مشادة كلامية بسكين حادة في رقبته طرحته قتيلا غارقا في دمائه داخل شقة سكنية بحي الفريشبمكةالمكرمة وقد تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض عليه. بدوره، عبر الرئيس التنفيذي للجنة الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني عن شكره وتقديره لسمو أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس مجلس إدارة اللجنة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل على دعمه واهتمامه بأعمال اللجنة. وقال الدكتور الزهراني : إن ما تحقق من ثمار مباركة نتاج الاهتمام الشخصي لسموه الكريم بأعمال اللجنة وبرامجها وأنشطتها واستجابة لشفاعاته الحسنة وحرصه على عمل الخير وبذل المعروف لكل إنسان، سائلاً المولى أن يحفظ بلادنا وأمننا واستقرارنا وولاة أمورنا وأن يبارك فيهم.