دمرت جرافات الإحتلال العسكرية الاسرائيلية ليل الأربعاء/ الخميس للمرة الثانية مخيم "قرية باب الشمس" الذي أقامه قبل أسبوع ناشطون فلسطينيون في موقع مخصص لتنفيذ مشروع استيطاني يهودي يمكن أن يدمر "حل الدولتين" ويقضي على أي أمل لإقامة دولة فلسطينية. وقال متحدث باسم شرطة الإحتلال أن الشرطة فككت الخيام ال24 في هذا المخيم خلال الليل ولم يسجل أي حادث خلال العملية وبعدها" مضيفاً ان "المنطقة بكاملها باتت خالية من الناس والمعدات". وكانت المحكمة الاسرائيلية العليا أعطت الأربعاء الضوء الأخضر لتفكيك مخيم "قرية باب الشمس" الذي أقامه ناشطون فلسطينيون على أراضٍ ستصادرها دولة الإحتلال لبناء مشروع استيطاني سيكمل تقسيم الضفة الغربية وفصلها عن القدسالشرقية. واعتبرت المحكمة أن مخاطر حصول "اضطرابات في النظام العام" الناتجة عن هذا المخيم أقوى من "الحجج التي قدمت بشان حقوق الملكية"، كما ادعى البيان. وقام مئات من عناصر قوات الإحتلال الاسرائيلية صباح الاحد الماضي باخلاء المخيم من الناشطين المئتين الذين كانوا اقاموه قبل يومين في موقع مشروع "اي-1" الاستيطاني بين الضفة الغربيةوالقدسالشرقية المحتلتين. وأطلق الناشطون على الموقع اسم "باب الشمس" نسبة لرواية تحمل الاسم نفسه للكاتب اللبناني الياس خوري وتتحدث عن النكبة واللجوء والمقاومة الفلسطينية. وأدرج الناشطون تحركهم في اطار استراتيجية "خلاقة" للمقاومة السلمية في مواجهة الاستيطان والاحتلال الاسرائيليين. وارادوا بذلك الرد على توسع المستوطنات الاسرائيلية العشوائية. وكان الفلسطينيون حصلوا بواسطة محاميهم على أمر من المحكمة يقضي بترك خيمهم في المكان. غير ان رئيس الوزراء الاسرائيلي المتطرف بنيامين نتنياهو الذي يخوض حملة انتخابية طالب بالغاء هذا القرار. والمنطقة "اي1" تؤمن اتصالا بين مستعمرة "معاليه أدوميم" في الضفة الغربيةالمحتلة التي يقيم فيها 35 الف مستعمر يهودي والاحياء الاستيطانية في القدسالشرقيةالمحتلة منذ 1967. وفي حال تنفيذه، سيعرقل مشروع البناء الاستيطاني "اي1" قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة في المستقبل.