أخلت الشرطة الاسرائيلية فجر امس بالقوة مخيم «باب الشمس» الذي اقامه ناشطون فلسطينيون في منطقة واقعة بين الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة تعرف باسم «اي 1» حيث تعتزم اسرائيل تنفيذ مشروع استيطاني. غير ان الناشطين اعلنوا عزمهم على مواصلة «معركتهم»، وقالت لجنة تنسيق المقاومة الشعبية التي تقف وراء المبادرة انها «ليست نهاية المعركة الشعبية»، مؤكدة انها «ستستمر في شكل قوي». وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في مستهل الاجتماع الاسبوعي لحكومته إن إسرائيل لن تسمح لأحد بقطع التواصل الجغرافي بين القدس ومستوطنة «معاليه أدوميم» من خلال البناء في منطقة «إي 1». وأشاد بقوات الشرطة والجيش الإسرائيليين على «العمل السريع والحازم لإخلاء التجمع الفلسطيني في هذه المنطقة». وعن قراره بناء مستوطنة في المنطقة «إي 1»، قال إنه لن يتم تنفيذ أعمال بناء في الفترة القريبة المقبلة، وأن «هذا سيستغرق وقتاً ... ونحن سندفع أعمال بناء في جميع مناطق دولة إسرائيل وسنستكمل التخطيط وسيكون هناك بناء، وهذه ليست إجراءات فورية وليست مسألة أيام، وإنما هذه الأمور تستغرق وقتاً». وتطرق نتانياهو في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي، إلى قرار المحكمة بعدم إخلاء «باب الشمس»، وقال: «أحترم قرار المحكمة رغم أني لم أفهمه»، معتبراً أنه ليس من حق الفلسطينيين الوجود في هذه المنطقة. وكان نتانياهو الذي يقود معركة انتخابية حامية، أمر مساء السبت في نهاية يوم العطلة اليهودية الاسبوعية، قوات الامن بطرد فوري للفلسطينيين الذين تجمعوا بين مستوطنة «معاليه ادوميم» والقدس. وقال بيان صادر عن مكتبه: «في هذا الصدد، سيطلب في المساء من المحكمة العليا الغاء الامر الذي اصدرته والذي يؤخر عملية الاخلاء». وشارك نحو 500 عنصر من الشرطة و «حرس الحدود» الاسرائيلين مصحوبين بجرافات، في العملية التي بدأت نحو الساعة الثانية والنصف بالتوقيت المحلي (12.30 بتوقيت غرينتش). وأقام الجيش الاسرائيلي عوائق مرورية في محيط المخيم المؤلف من نحو 20 خيمة، علماً انه اغلق كل الطرق المؤدية الى موقع المخيم الذي تم اعلانه «منطقة عسكرية مغلقة». ونقل تلفزيون «فلسطين» على الهواء مباشرة عملية الاقتحام، اذ ظهر مئات افراد الشرطة وهم يقتحمون الموقع، ويسحبون شباناً حاولوا افتراش الارض في الموقع. وأكد الناطق باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفيلد ان المحتجين الفلسطينيين تمت «مواكبتهم» الى خارج الموقع من دون اعتقالهم، مضيفاً ان عملية الاخلاء لم تسفر عن اي اصابات. غير ان وسائل إعلام إسرائيلية وفلسطينية، افادت أنه خلال عملية إخلاء القرية، «اعتدت» القوات الإسرائيلية على عدد من الناشيطين الذين نقلوا الى العلاج في مستشفى في رام الله، كما تم اعتقال عدد آخر، بينهم النائب الفلسطيني مصطفى البرغوثي. ويدرج الناشطون تحركهم في اطار استراتيجية «خلاقة» للمقاومة السلمية في مواجهة الاستيطان والاحتلال الاسرائيليين، وأرادوا منه الرد على توسع المستوطنات العشوائية. وقال ناشطون: «رغم طردنا، فإن قوتنا اكيدة لأن الشرطة اضطرت الى اللجوء الى مئات من رجال القوات الخاصة». يذكر ان الناشطين اطلقوا على الموقع اسم «باب الشمس» نسبة لرواية تحمل الاسم نفسه للكاتب اللبناني الياس خوري وتتحدث عن النكبة واللجوء والمقاومة الفلسطينية. وقالت صحيفة «هآرتس» إنها أجرت تدقيقاً تبين منه أن قرية «باب الشمس» أقيمت في أراض بملكية فلسطينية خاصة، وذلك وفقاً لوثائق موجودة بحوزة «الإدارة المدنية» للضفة الغربية التابعة للجيش الإسرائيلي، لكن الجيش طلب من المحكمة إخلاء «باب الشمس» لمنع غزو إلى «أراضي الدولة». وكانت اسرائيل أعلنت قبل ستة اسابيع اعتزامها بناء آلاف من الوحدات السكنية الاستيطانية في هذه المنطقة رداً على رفع تمثيل دولة فلسطين في الاممالمتحدة الى دولة مراقب. ولقي المشروع ادانات فلسطينية ودولية. ويهدف المشروع الاستيطاني في المنطقة «اي 1» الى وصل مستوطنة «معاليه ادوميم» في الضفة التي يقيم فيها 35 الف مستوطن، بالاحياء الاستيطانية في القدسالشرقيةالمحتلة منذ عام 1967، وهو بذلك سيكمل تقسيم الضفة الى شطريْن وعزل القدس، ما يجعل من المستحيل قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة وعلى اراض متصلة في المستقبل.