بالتأكيد هناك جانب مشرق للرياضة يتمثل في التنافس الشريف والطموح والرقي في الفكر والثقافة والاحترام هذا الجانب يمتد ليمثل جميع شرائح وفئات الوسط الرياضي لذلك يبرز الدور الأهم وهو الحفاظ على مكتسبات الرياضة وأثرها من خلال واقعها على الشارع الرياضي بغض النظر عن المؤثرات والمؤججات والتي عادة ما تظهر على السطح بدوافع لا تمثل روح الرياضة وفكرها. فبالتأكيد أن ما دار ما بين فهد الهريفي وياسر القحطاني في الفترة الأخيرة لا يوجد له ما يبرره ولا يخدم أياً منهما ولا يصب في صالح الرياضة ولا يخدم قضية بل عكس جانباً سلبياً لرياضتنا يمكن أن نعتبره سقطات كان يفترض أن لا تحدث والتي لا نتقبلها من أي رياضي فكيف بنجمين في حجم ومكانة وخبرة ونضج ياسر وفهد تلك التصريحات والردود التي وجدت تيارات في الشارع الرياضي إعلامية وجماهيرية اعطتها مساحة كبيرة نظرا لحساسيتها وإثارتها ووجود متابعين خلفها وطرحتها من باب التعصب والحقد وتصفية الحسابات ونقلتها بكثير من التجريح والإساءة حسب الميول والأهواء مستفيدة من انقسام الجماهير واختلاف ثقافتهم بعيدا عن المنطق والحكمة وعدم تدخل العقلاء وبمباركة إعلامية حتى جاءت أيضا من خارج الحدود وساعد في ذلك سهولة وسرعة تناقل الأخبار والتعليق عليها لذلك اعتقد أنه يجب أن لا يمر الأمر من دون رادع أو علاج من أعلى سلطة رياضية. لقد سجل الهريفي والقحطاني اسميهما من ذهب في تاريخ رياضتنا وأصبح لكل منهما إنجازات وألقاب وسمعة وقاعدة جماهيريه وشخصية وفكر وسجلا حافلا على أكثر من صعيد يعد بحق مفخرة لهم ولكل رياضي فكان تواجدهما في الملاعب من خلال أدائهما وموهبتهما وجهدهما أحد تلك الجوانب المشرقة للرياضة واعتقد أنهما ومن خلال مشوارهما الرياضي مر عليهما العديد من المواقف السلبية فالنجم بشكل عام لا يصنع نفسه واسمه في يوم وليلة ولكنه قد يخسر الكثير في لحظة ويهدم جهد اعوام لأبسط الأسباب خصوصا إذا كان في بيئة رياضية محتقنة وحساسة ومتعصبة لذلك متى ما وصل النجم إلي مكانة أعلى كان عليه مراجعة نفسه والحفاظ على مكتسباته من خلال الالتزام والانضباط واحترام الجميع. هنا عندما نستطرد مثل هذه الحادثة نضعها كمثال يستوجب وقفة قوية وصارمة وعلاجية ليست فيها وصايا أو سلب لحرية لأن الموضوع تعدى الطرح المقبول ونتذكر في وقت مضى وكيف كان تدخل الأمير فيصل بن فهد "رحمه الله" في أكثر من موقف تعدى بها حدود السلطة الرياضية على الرغم من خلافات ردود الأفعال إلا أنه كان في مقابل ذلك انضباط واحترام حفظ للساحة الرياضية مكانتها ورسم خطوطاً حمراء لا يمكن التعدي عليها انعكس أثرها على أداء ونتائج فرقنا ومنتخباتنا والأهم مكانتنا وسمعتنا لذلك نحن بحاجة ماسة إلى من يقف ليحسم كثيرا من الأمور ويحصن ثقافة وسطنا الرياضي.