أكدنا في الأسبوع الماضي على أن الدم سائل الحياة الذي يمر عبر الجسم البشري ولا يمكن أن يعيش أي كائن حي بدونه. يقوم القلب بضخ الدم بكل خلايا الجسم ويؤمن لها الأكسجين والغذاء. وفي نفس الوقت يعود الدم من الخلايا حاملاً ثاني أكسيد الكربون وفضلات أخرى. يقوم الدم بمحاربة الالتهابات والمحافظة على حرارة الجسم ثانية، ويحمل المواد الكيمائية التي تنظم وظائف عديدة في الجسم. وبالدم أيضاً مواد تسد الأوعية الدموية المهترئة ولذلك فهو يحميها من النزف المؤدي للموت. وذكرنا وسائل تنقية الدم ثم أوضحنا أن هنالك العديد من الأعشاب التي تعمل على تنقية الدم. وذكرنا العدد الماضي واحدة منها وهي حشيشة القنفذ الأرجوانية. أما في هذا العدد فنستكمل الأعشاب المنقية للدم. - عود الريح: Barberry: والجزء المستعمل من هذا النبات الذي يصل ارتفاعه إلى حوالي 4 أمتار لحاء الساق ولحاء الجذر والثمار العنبية. يحتوي النبات على قلويدات الأيزوكينولين وهما البربرين والبرفابين وهذه القلويدات مضادات قوية ضد الجراثيم والأمبيبيات وينبه افراز الصفراء واللحاء قابض ومضاد للإسهال وشاف لجدار الأمعاء وبشكل عام مفيد جداً للجهاز الهضمي. وهذا النبات يطهر الكبد والغدد الصماء ويزيل سمومهما ويجب عدم استخدام هذا النبات من قبل المرأة الحامل. - الفجل الأسود Black Radish: وأنواع الفجل متعددة ومفعولها متقارب لكن المعني في تنقية الدم هو النوع الأسود. يحتوي الفجل على جلوكوسيلينات تعطي زيتاً طياراً ورافينين وفيتامين ج. وللفجل تاريخ طويل حيث كتب هيرودوتس (485 قبل الميلاد) أن أجور بنائي الأهرامات في مصر القديمة كانت تُدفع لهم فجلاً وبصلاً وثوماً. وكان الفجل في ذلك يستخدم كغذاء ودواء، وفي روما القديمة كان زيت الفجل يُوضع على الجلد لعلاج أمراضه، وفي الصين كان الفجل مُدرجاً في المواد الطبيعية كمنبه هضمي. واليوم يُستعمل زيت الفجل كمشه ومنبه للهضم. ويُشرب عصير الفجل الأسود لفوائده لتطهير الكبد ويُنبه تدفق الصفراء ويُطهر أيضاً الغدد الصماء ويجب عدم استعمال الفجل لمن يعاني من مشاكل معدية معوية.