» الكتابة ليست بالأمر الهين لدى الكاتب الذي ينضوي تحت مظلة الفريق الواحد بالصحيفة وأنيط به كتابة كلمة « الصحيفة» الأمر الذي يجعله يعاني في معاناة يومية ممزوجة بالهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي، والمستلزم لتوفر وشائج ثقافية ثرية متجددة وخبرة عميقة مكتسبة بحسن الطرح المشفوع بدوره بجمال الأسلوب الأخاذ بمجمل مفرداته اللغوية، الموحية بتوفر محاضن ثقافية متعددة المشارب لصياغة أفكار ملمة بمفاهيم هادفة وسهلة وممتعة، كالمثل القائل: «السهل الممتنع» ليتسنى للقارئ المتابعة وفهم ما طرح، من فكرة جديرة بالمناقشة وإبداء الرأي حيالها،فالرأي المشاركة،التي يرتجى من خلالها الانتفاع والارتفاع نحو معطيات ايجابية مكتسبة عند الجميع. وفق وجهة نظر الصحيفة، إن كان عبر الصحيفة الورقية أو موقعها الالكتروني !! يوسف الكويليت، كاتب سياسي مخضرم، يكتب لنا المقالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية،يجوس في خللها ويمسك بقلمه تلابيبها ليشرحها ويشرحها بكل بساطة ووضوح، فتأتي مقالته ضافية وكافية بعيدة عن التكهنات والتخرصات، بل شرح واف للواقع المعاش، وهذا ما جعل مقالته تحمل الكثير من المصداقية البارعة في جل الأمور المترعة بقضايانا المحلية والعربية،حينما يزنها بموازين الأمور المتزنة التي يسودها رجاحة العقل والمنطق السليم المنصف فيما يجب الكتابة عنه. يوسف الكويليت خامة نفيسة وطاقة نادرة في صحافتنا المحلية، فلم يأت ذلك من فراغ، بل أتى من علم مدرك لجل الأمور، - فتهرس حتى تفرس- بمعنى فارس للكلمة، فهو من الرعيل الأول، وإن تقدم به العمر فلا زال قوي الذاكرة الثرية، حاضر الذهن، والحضور المشاهد كل يوم من خلال إطلالته علينا عبر « كلمة الرياض» وتواجده داخل الصحيفة كنائب لرئيس التحرير. الأستاذ تركي السديري، حقيقة أتى بما لم يأت به غيره من رؤساء التحرير، بمعنى أنه ادخل ميزة لم يكن معمولا بها من قبل في الصحافة المحلية، ودعاء للأخذ بها، حينما أسند كتابة كلمة الصحفية لشخص ظاهر للعيان وليس من خلف الستار، وإن كان هذا حق مستحق للكاتب، فيما يتم تناوله من طرح هو بصالح الصحيفة، بغض النظر عن المكافأة، في غياب الاسم للكاتب، وهو ما عمل الأستاذ تركي بوجوبه، وأبرز اسم كاتب كلمة«الصحيفة»، فكان البروز بتميز وامتياز ليوسف الكويليت، المعلم الذي أنهل من نبعه المعرفي ما يثري معارفي بيقين بأن ما يكتبه صح، إن لم يكن الصحيح بعينه وعالمه!! والسؤال: لماذا لم يحذ رؤساء تحرير صحافتنا المحلية، حذو صحيفة « الرياض» في إبراز كاتب كلمة الصحيفة!؟ حتى لا يغمط حق مستحق، وبعيدا عن تداول كتابة كلمة الصحيفة، طالما هناك قدوة وخامة تتواجد بشخص معين، لإيكال الأمر اليه كلية، مثلما هو متواجد بكلمة الصحيفة « الرياض».