بعد غياب امتد لأكثر من ربع قرن أعود ثانية إلى صحيفة (الرياض) كاتباً لبعض الرؤى والتجارب الإعلامية والاجتماعية. كانت بدايتي مع عدد محدود من المقالات المتخصصة في شؤون الإعلام أذكر منها مقالا بعنوان (نحو المزيد من الإعلام الخارجي) ، ومع ازدياد حجم العمل والمسؤوليات انسحبت بهدوء دون أن يشعر بي احد ، وكيف يفتقد القراء من كان في مثل بداياتي الصحفية ومسيرتي الإعلامية؟! الأخ العزيز محمد التونسي اقتلعني من دوامة العمل الروتيني وطالب بإلحاح وإصرار أن أعود للكتابة مرة أخرى ، ولكن هذه المرة في (عكاظ) وأمام هذا الإصرار عدت قبل حوالي سنتين بعمود أسبوعي كل ثلاثاء بعنوان (لنا لقاء) ولا أخفي حقيقة أنني استفدت كثيرا من هذه العودة إلى عالم الصحافة وتواصلت أكثر مع القراء الزملاء عبر كثير من الردود والتعليقات. وقبل فترة ليست بالطويلة ، وقبل أن يترجل الزميل التونسي عن جواده فارسا لصحيفة عكاظ، ورئيس تحرير لها ، قبل ذلك دار بيني وبين استاذنا تركي السديري حوار عن أمور تهم النشر الصحفي وسألته من باب الاستعلام إن كان هناك إمكانية في أن أعود للكتابة في (الرياض) مرة أخرى فأبدى، جزاه الله خيرا، ترحيبه الكبير طالبا مني التنسيق مع الزميل العزيز سعد الحميدين الذي وجدت لديه كل تجاوب ، كيف لا وهو الإعلامي والكاتب القدير الذي أعرفه وأتابع نتاجه منذ سنين. كان هدفي من سؤالي للأستاذ تركي هو معرفة مدى وجود حيز شاغر في الصحيفة يمكن ان يستوعب زاوية أسبوعية لكثرة الزوايا والكتاب ، ولكن رده وتجاوبه معي أخجلني ولم يدع لي أي خيار سوى أن أعود للكتابة مرة أخرى في (الرياض) آملا أن لا يتخذ الزملاء مني في عكاظ أي موقف فالود لا يزال قائما ، وأملي أيضا أن لا يتوقع منى فريق (الرياض) التحريري والقراء الأعزاء أية إبداعات توازي أو تقف قريبا من هامات الصحيفة الشامخة أمثال (تركي السديري ، يوسف الكويليت، هاشم عبده هاشم ، فهد الاحمدي وعبدالعزيز الذكير) وغيرهم كثير . هؤلاء وعلى مدى سنوات طويلة أسسوا لعلاقة تكامل بينهم وبين القراء قوامها الإعجاب والثقة فيما يطرح من آراء ومقترحات سواء على مستوى الفرد ، أو المؤسسة ، والقارئ العزيز بات لديه اليوم من أساليب التواصل ، والخيارات ما يجعله قادرا على متابعة كتّابه أينما حلوا أو ارتحلوا في عالم الصحافة ، وهذا أمر ميسور من خلال خدمة الانترنت وزيارة مواقع الصحف الالكترونية والمواقع ألأخرى التي تخصصت في جمع مقالات الصحف اليومية وتقديمها للمتصفحين بشكل منظم وموثق يوفر عليهم زيارة مواقع الصحف اليومية والتنقل بينها.. من هنا يمكن القول إن مستوى ، وقوة، ومهنية ما يطرح من أفكار وثقافة وأدب هي وحدها عناصر تضمن لأي كاتب وجود من يقرأ له ويبدي وجهة نظره حيال ما يقرأ له من طروحات وأفكار.