جاءت ميزانية هذا العام التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- عطاء يتدفق وخير يتواصل، ونماء يستمر، حيث سجلت رقماً تاريخياً لم يسبق، وهذا من فضل الله، ثم بجهود خادم الحرمين الشريفين وما يحمله من همِّ في حفظ مقدرات الوطن وإسعاد المواطن، لقد حملت هذه الميزانية في طياتها الأمل المنتظر لإسعاد الجيل الحالي والأجيال المقبلة، فقد فاقت في عرضها كل تصور، حيث اشتملت في أكثرها على مشروعات تنموية لخدمة هذا الوطن وسوف تسهم في تطوير مشروعات التنمية وتحقيق تطلعات كل قطاع، وهذا يمثل المسار الصحيح للرقي والتقدم في المجتمع السعودي وتحقيق الأمنيات فيما يحقق النفعين العام والخاص. وقد رسمت كلمة خادم الحرمين في الميزانية منهجاً واضحاً في القيام بالواجب وأداء المسؤولية والأمانة في العمل لكل مسؤول وكانت كلمته -حفظه الله- على وجازتها وثيقة تاريخية في الاهتمام بمصالح الوطن والمواطنين، حيث قال -حفظه الله-:".. أطلب منكم جميعاً التعاون وبذل كل جهد ممكن لمشاركة الدولة فيما ذكرنا أعلاه آخذين بعين الاعتبار مصالح الوطن والمواطنين"، وهذا يؤكد المعنى الشرعي العظيم لكل من حَمَّله ولي الأمر أي مسؤولية أن يحقق مبدأ التعاون وببذل كل جهد يستطيعه في اتقان عمله بصدق وأمانة وإخلاص. وجاءت مضامين كلمة خادم الحرمين مؤكدة على أمانة العمل والمحافظة على المال العام وصرفه في وجوهه المشروعه الذي من شأنه أن يحقق احتياجات الأجيال، حيث قال -حفظه الله-:"..إن الواجب والأمانة الملقاه على عاتقنا خلال السنوات الماضية جعلتنا ننظر إلى المستقبل ونستشرفه لنوازن بين احتياجات الجيل الحالي والأجيال المقبلة والذين هم أمانة في أعناقنا"، ويؤخذ من هذه العبارات التأسي والاقتداء بهذا الفعل الذي سلكه خادم الحرمين ووجبت إعانته في ذلك والسمع والطاعة في تنفيذه. وأكد خادم الحرمين الشريفين في هذه الميزانية الكبيرة على المسؤولية والمراقبة في تنفيذها حرفياً والتوضيح لكل عمل يتخذه المسؤول فيها وهذا بلا ريب منهج الإسلام في الحكم وسياسة الرعية التي كان عليها الخلفاء الراشدون ومن بعدهم من الاهتمام والعناية برعايتهم وإيصال الحق إليهم وهذا ما جاء في كلمته، وفيها:".. لا عذر لكم بعد اليوم في تقصير أو تهاون أو إهمال، واعلموا بأنكم مسؤولون أمام الله ثم أمامنا عن أي تقصير يضر باستراتيجية الدولة ... وعلى كل وزير ومسؤول أن يظهر من خلال الإعلام ليشرح ما يخص قطاعه بشكل مفصل دقيق"، فما أعظم هذه الوصية وما أشد وقعها على النفس واستشعارها. وتنفيذُها يعني أداء الأمانة ومعرفة المسؤولية التي سوف يسأل عنها كل إنسان لقوله تعالى:وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ{، وحفظ الله خادم الحرمين الشريفين وأمده بالصحة والعافية وجعله خيراً ممدوداً على العباد بمعاونة ولي عهده الأمين وسنده الركين. * وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية