أخلت قوات الاحتلال بالقوة فجر أمس الاحد "سكان" قرية (باب الشمس) بعد يومين من اقامتها على أيدي نشطاء المقاومة الشعبية الفلسطينية في المنطقة المسماة "أي 1"، ردا على المخططات الاسرائيلية لربط مستعمرة "معاليه ادوميم" بالقدسالمحتلة وهو ما سيؤدي الى شطر الضفة الغربية الى نصفين. وروى صلاح الخواجا وهو احد قيادات المقاومة الشعبية ل"الرياض" تفاصيل عملية اقتحام قرية باب الشمس حيث كان متواجدا مع نحو 150 ناشطا ومتضامنا، مقدرا بأن نحو ثلاثة آلاف من جيش وشرطة الاحتلال وحرس الحدود والوحدات الخاصة شاركوا في عملية الاخلاء الهمجية. وكان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو اصدر قرارا باخلاء سكان القرية الوليدة على تخوم القدس، غير آبه بالامر الاحترازي الصادر عن المحكمة العليا الاسرائيلية الذي يمنع اخلاء المواطنين طالما انه لا يوجد انذار طارئ بالاخلاء. وقال الخواجا "بدأ الهجوم عند نحو الساعة الثالثة فجراً حيث اخذ المشاركون يرددون الهتافات المنددة بالاحتلال والاستيطان فيما سارع المحتلون بالانقضاض على الخيام الجانبية وتمزيقها بالمشارط، بعد محاصرة المنطقة بالكامل." ولفت الى قيام قوات الاحتلال بعزل سكان (باب الشمس) عن طواقم الاعلام بعدة صفوف في مسعى لاعاقة تصوير وسائل الاعلام للاعتداءات الهمجية التي تعرض لها النشطاء، حيث وجد كل ناشط نفسه محاطا بنحو عشرة من عناصر الاحتلال الذين القوا بالجميع في حافلات وجرى القاؤهم على حاجز قلنديا ومن هناك نقل المصابون الى مشافي مدينة رام الله. واشار الخواجا الى ان عملية الاخلاء استمرت نحو ساعتين واسفرت عن اصابة نحو 15 من المشاركين بينهم ثلاث اصابات في العين، جراء الضرب بالهراوات والسحل على الارض خاصة لكل من حاول مقاومة عملية الاعتقال. واصيب في العدوان الاسرائيلي النائب مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية الذي كان يمضي ليلته مع نشطاء المقاومة الشعبية في قرية (باب الشمس). وقال البرغوثي ان افراد شرطة الاحتلال وحرس الحدود هاجموه مع العديد من الشبان المتواجدين في قرية (باب الشمس) بشكل همجي وقاموا بالاعتداء عليهم واعتقالهم . واعتبر الخواجا تجربة قرية (باب الشمس) "نوعية وحققت الى حد ما الهدف السياسي من ورائها وهي أخذ زمام الامور بايدينا وعدم الاكتفاء ببيانات الشجب والتنديد وخلقت نوعا من الحراك على صعيد المقاومة الشعبية، لحث شعوب العالم على الضغط على حكوماتهم لمعاقبة دولة الاحتلال الإسرائيلية. وقال "ان أياً من المتضامنين الاسرائيليين لم يشارك في تجربة (باب الشمس) ، فيما لم يزد عدد المتضامنين الاجانب عن 15، والسبب هو رغبتنا ان تكون هذه الفعالية فلسطينية خالصة من حيث القيادة والمشاركين وكافة التفاصيل، في اطار الاعتماد على الذات في مواجهة الاحتلال والاستيطان."