اجتاحت الأحزان مدينة حائل عندما رحل صاحب القلب الوفي سعود الصالح القويعي .. لقد أصاب هذا الخبر جميع ابناء مدينة حائل لما كان يحمله هذا الابن البار من هموم هذه المدينة بقلبه ووجدانه وحياته.. لم يكن ذا منصب او نفوذ ولكن قلبه الكبير كان يحمل كل تفاصيل الوفاء لمدينته وكل مشاكلها فوق كاهله الهزيل .. كان يلمس مشاكل المحتاجين فتجده يقف أمام المسؤول بكل شجاعة في شرح معاناة عجوز مسكينة او كبير سن تعطلت معمالاته في مكان ما.. مجرد ان يسمع بان هناك شخصاً يحتاج المساعدة حتى تفز جميع حواسة بصدق للمساعدة فأفنى عمرة في المساعدة وباع الدنيا بما فيها فكسب الأجر العظيم.. كان أبو جمال يحمل هموم الأمة العربية ويحمل هموم بلاده ومدينة حائل تحديداً كانت أحاسيس تنبع بصدق العروبة وتفاصيل الوطن الكبير.. كان صاحب الوصل الاول الذي عرفته يصل الصغير قبل الكبير والفقير قبل الغني والحزن قبل الفرح كان يقول الحق ولو على نفسة قبل الجميع وأمام الجميع.. يذهب لعيادة المريض عرفه او لم يعرفه كان يسطر لنا أجمل تفاصيل الوصال الاجتماعي لا يثنيه مرض او تعب او ارتباط او سبب.. كان يخجلنا بمبادرته قبل الجميع في الفرح والحزن كان ورغم شخصيته الرزينة القوية التي لاتعرف المساومة يداعب الضحك والنكتة في أحلك الظروف وأصعبها كان ورغم مرضه الشديد لم يدع مساحة لليأس وكانت ابتسامته الهزيلة منبع الوفاء والحب حتى فارقنا ونحن لم نكن نعلم شدة مرضه وحتى رحل وهو ينظر إلينا لم يشتك ابداً رغم شدة ألمه.. لايسعني الا أن أدعو رب العباد أن يرحمه برحمته ويسكنه فسيح جناته فبعد فقدان صاحب القلب الأبيض الذي لايحمل حقداً قط فبعدك يا أبا جمال انقطع الوصال...