فالمائدة لا تسمى مائدة حتى يكون عليها طعام؛ وإِلا فهي خِوان، وفي التنزيل العزيز: أَنْزِلْ علينا مائِدةً من السماء؛ المائِدةُ. (اللسان)، وقد نكون أخذنا كلمة "المائدة" المعدة للحوار والمفاوضات في عهدنا الحالي من تسمية «المائدة المستديرة» من حدث تاريخي أو أسطوري يتّصل بسيرة الملك آرثر الإنجليزي الذي أعدّ مائدة مستديرة ليجلس حولها مئة من الفرسان يمثّلون زعماء المملكة دون أن يكون لواحد منهم ما يميّزه عن غيره حتى تنتفي بينهم المنافسة. والبعض من وسائل الإعلام يقول: طاولة المفاوضات. وكلمة طاولة هي الأخرى غير عربية. فقد جاءت من الإنجليزية (Table)، ومن الإيطالية (Tavlo). أما اللاتينية التي أعارتها للأسبانية فهي (Mensa) ولعلنا حرّفنا نحن العرب إلى كلمة (ميز).. وهي الكلمة المتعارف عليها في الخليج والعراق لتُعطي كلمة (طاولة) وهي بالفارسيّة (ميز). الأدبيات العربية لم تأت على كلمة شيء مرتفع يدل على مجلس حوار، ولا حتى وليمة. وعذرنا مقبول إن أخذنا كلمات مثل (طرابيزة) و(طاولة) من البعاد والجوار. حتى في الفعاليات الرياضية اكتفينا بعبارة كرة الطاولة لنعني: Table tennis. فنحن في جزيرة العرب كنا نستعمل للمآدب ما يُسمى الخوان. ويقول المُعجم: والخُوانُ: الذي يُؤْكل عليه، مََُعَرَّبٌ. ومر زمن كان الناس يقدمون ولائمهم على مفرش يُسمى "سماط" وقبله استعملوا السفرة وهي مفرش دائري مصنوع بدقة وحرفية من سعف النخيل، لا يحتاج إلا القليل من التنظيف، لأن قابليته لامتصاص الدهون كبيرة، ولا يلتصق به المتخلف من بقايا الطعام. والسفرة رمز الكرم في الشعر النبطي. والغربيون لا يطلقون على مكاتبهم طاولة أو مائدة، ورأيتهم يكتفون بكلمة (Desk) - منضدة. واستعمل القدماء من عرب وغيرهم "النّضُد" أو "المنضدة" وهي طاولة طويلة في دكان أو مصرف أو مطعم. ولعلها ما نعرفه الآن بال "كاونتر".