منذ نشأة التلفزيون السعودي وبدْء بثه الرسمي بين محطة الرياضوجدة(1965م) زاول انتاج البرامج الدينية والاجتماعية بغية استمالة المشاهدين في تلك الحقبة والمنبهرين من تواجد جهاز جديد يظهر لهم مذيعين (صوتاً وصورة) وهو ما لم يتعود عليه المشاهدون، حيث ان غالبهم تعود على الوسائل المختلفة كالإذاعة ومسمع الأخبار والبرامج المنوعة قبل أن يُعمم على مناطق المملكة، لذا اصبح سهلاً اقتناء هذا الجهاز الصغير في حجمه والاستمتاع به رغم ما واجهه من تحجيم ورفض. مدير عام التلفزيون في تلك الحقبة، كان المسئول الأول عن هيكلة البرامج والإشراف عليها وحتى الإنتاج، ومن ضمن الأسماء اللامعة في إدارة مشروع المحطة في نشأته عبدالرحمن الشبيلي والذي قدم التلفزيون عند تواجده على رأس الهرم أفضل البرامج التوعوية والدينية وبرامج الترفيه، بل حتى انه ساهم أن يكون مقدماً لعدد من البرامج منها(حديث الأصدقاء- 1965) في أول برنامج حواري ليناقش ويحاور المسؤولين في الدولة ويهتم بالقضايا اليومية والأحداث التي تصادف المواطنين ويصبح أول برنامج حواري من نوعة. في تلك الحقبة ساهم التلفزيون السعودي في ترويج المسلسلات العالمية عبر شاشته، وتناول التنوع المثير للاهتمام حينما كان سباقاً عن التلفزيونات العربية في تلك الحقبة، ليأتي إمتاع المشاهد وجذبه، المرحلة الأولى كانت تأتي لصالح المشاهد السعودي رغم قله الجهاز في المنازل، لكن ما يعرضه في حينها ساهم لاقتناء هذا الجهاز في كل المنازل لما يقدمه من مسلسلات أمريكية مُبهرة جذبت المشاهدين بشكل استنثنائي لتبقى هي سيدةً لتلك الحقبة ومن تقبع في(أروقة الذاكرة). وتعود ذاكرة(الشاشة) إلى عدة مسلسلات تلوّنتَ في أرشفة التلفزيون وذاكرة جيل بث التلفزيون. مسلسل(maya- مايا)الفيل الطيب.! مسلسل (maya- مايا) ذو اللونين الأبيض والأسود والذي أنتج كفيلم في العام(1966م)، ذلك الفيل الذي قدم ولاءه للقرية، من هناك وبعد نجاح الفيلم، أعيد انتاجه كمسلسل في عام (1967م)،(مايا) عرضه التلفزيون السعودي في بداية السبعينات الميلادية رغم ندرة الجهاز(الأبيض والأسود) وعدم تواجده مع الجميع. (maya- مايا) أخذ وهجاً مميزاً في وقته، وأصبح المشاهدون السعوديون مستمرين على متابعته بعد صلاة المغرب كأنسب وقت لعرضه. لم يكن بث القناة يستمر إلى ساعات طويلة، بل ان البث لساعات قليلة في غالبها إلى الساعة الثامنة مساء، وربما كان كفيلا بسعادة المشاهدين الذين يسمون بالجيل الذهبي للتلفزيون السعودي. عائلة الكاوبوي(بونانزه). ومن ضمن المسلسلات التي يتذكرها المشاهدون السعوديون عبر شاشتهم الصغيرة، مسلسل عائلة ( بونانزه) الأمريكي والذي يعتبر من أوائل المسلسلات في التلفزيون السعودي بعد افتتاحه في الستينات، ويعتبر سابقة لما تمتع به من شهرة واسعة بعد أن استغل التجار نجاحه في ذلك الحين لتطبع صور ابطاله على لعبة ( العكوس)، لجيل المخضرمين بعد أن مارسوها بداية السبعينات خلال نجاح عرض المسلسل محلياً. لم يكن جديداً على نجاح المسلسل ومن أصبح في تلك الحقبة عندما حاز على أبرز حدث في العام (1964م) بعد انتاجه في العام(1959م) وتواصل عرضة على جميع الشبكات منذ العام (1959م) إلى العام ( 1973م)، التلفزيون السعودي يعتبر ايضاً من السباقين في عرضه بمنتصف الستينات الميلادية، الاب (بن كارترايت) و(آدم) و(جوي) و(ليتل جوي - الصغير) و(هوس) المضحك، عائلة الكاوبوي(بونانزه)، وال(عكوس) التي يتذاكرها المخضرمون، عبق من تاريخ الشاشة الفضية في بدايتها. أرض العمالقة- 1968م مسلسل(أرض العمالقة) القصة الخيالية والذي أنتج وعرض في أمريكا عام(1968م)واستمر عرضه سنوات متتالية إلى العام(1970م)، وتناوله التلفزيون السعودي في نفس العام وهي قدرة الإنتاج وسرعة اسعاد المشاهدين بما هو جديد، أحداث هذا العمل، تلك الطائرة التي تتعطل في مكان ما يعتقد انه الأرض، لكن يفاجَأ الركاب جميعا ان الطائرة في أرض أخرى يسكنها العمالقة ومن هنا تبدأ الأحداث مع(فاليري وبيرتين)، عظمة تلك الأعمال هي من تجعل ذاكرتها (تسبح) في أعماق ذاكرة السعوديين المتلهفين لمثلها، حينما تم عرضه على موسمين من(1968م) إلى الشهر الثالث من عام(1970م) كأكثر المسلسلات إنتاجية بخياله العلمي وسلسلة أحداثه المستقبلية وتخيلاتهم لنهاية القرن الماضي. (الهارب) من الأقدار -1963م وكما ينطبق على المسلسلات الأخرى التي تميز بها التلفزيون السعودي، ينطيق على مسلسل( الهارب) والذي يعتبر من أساطير التلفزيون السعودي عندما تم افتتاحه في تلك الحقبة،لم تكن البرامج او المسلسلات المحلية والعربية قد لاقت النجاح في فترة افتتاح المحطة، التلفزيون سابق الزمن بما يناسب العرض والطموح، مسلسل (الهارب) الذي انتج في العام(1963م) واستمر عرضة في أمريكا للعام (1967م) قد استقبله التلفزيون السعودي باكراً رغم ظروف العمل الاعلامي والتجاري في ذلك الوقت، الا انه تجاوز عقبات الإرسال ليثري به المشاهدين كغيره من المسلسلات الامريكية التي كانت تعرض في حينها، مسلسل( الهارب) كان على النقيض من مسلسل(مايا)عندما تحول الى فيلم سينمائي(1993م)من بطولة هاريسون فورد. بينما الدكتور- ريتشارد كامبل بطل مسلسل (الهارب) لم يكن يعلم انا سنعجب به من (الابيض والأسود). عندما كان التلفزيون يقدم فسحة بمجموعة مسلسلات وبرامج منوعة مثيرة انذاك. (الرجل الأخضر- The Hulk) مُحب الخير: (الرجل الأخضر- The Hulk) الطعُم لمشاهدة التلفزيون السعودي في مطلع الثمانينات الميلادية، الرجل الاخضر القوي، قبل 32 عاماً كنا نتشبه بهذا الرجل من يحب الخير ويدافع عنه، ظهر د. بروس بانر في مجلات(مارفل الهزلية) على يد ستان لي وجاك كيربي في(1962م)، قبل أن يتم إنتاج المسلسل(1976م) لينال شهرة واسعة في العالم العربي من بطولة بطل كمال الأجسام(لوفرغيني). ليستقر كثيراً في ادمغة مشاهديه ودغدغ مشاعرهم في قاموس الذاكرة. هي جزء وبعض ما قدمه في عهد الإعلام الجديد آن ذاك وبعد افتتاح محطة التلفزة السعودية بعد أن أمتع ما وصف من مسلسلات أجنبية سيطرت على حس المشاهد وما تقدمه من إلهام فني في زمن (التلفزيون الجميل). مسلسل (بونانزه- 1964م) روبرت..أحد أبطال بونانزه