أكد الدكتور عبدالملك بن عبدالرحمن آل الشيخ، المشرف على معهد الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء في جامعة الملك سعود، أن المعهد ومنذ تأسيسه كان بدعم ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- وطيب ثراه، فقد دعم سموه بداية مشروع الملك فهد لحصد وخزن مياه الأمطار والسيول في المملكة ومشروع أطلس الصور الفضائية للمملكة. وقال الدكتور آل الشيخ، إن هذا الموقف النبيل لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز هو إرث كبير من الأعمال الخيرة التي بذلها سموه -يرحمه الله- في رعاية العلم والعلماء في العالم أجمع وبما يفيد الوطن والمواطن والذي تجلى في كثير من المواقف والمكرمات التي عكست صفاء نفسه وكريم خصاله ونظرته الإنسانية السامية ومنها إطلاق سموه لجائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه والتي لا يزال يكرم فيها كل من أبدع في مجال المياه على مستوى العالم وقد تشرف المعهد بحمل الأمانة العامة لهذه الجائزة. وأشار إلى أن سموه دعم مشاريع معهد الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء انطلاقا من قناعته بنجاح المشاريع التي نفذها المعهد بعد أن ظهرت فوائد مشروع الملك فهد لحصد وخزن مياه الأمطار والسيول في المملكة بشكل ملحوظ في توفير المياه والمحافظة عليها فانهالت طلبات المواطنين على المعهد لتنفيذ أساليب حصد وخزن مياه الأمطار والسيول من معظم مناطق المملكة. وقدم سموه -يرحمه الله- الدعم لمشاريع مهمة قام المعهد بتنفيذها، وفي مقدمتها مشروع الأمير سلطان لإعادة تأهيل القرى والهجر في المملكة ومشروع الأطلس البيئي للمملكة. وأوضح الدكتور آل الشيخ أن هذا المشروع يأتي انطلاقاً من الحرص على تحقيق التنمية المستدامة في المواقع الأزلية التي حكى التاريخ سرداً لحضارات قامت على ضفاف الأودية حيث تتوفر المياه والتربة الخصبة ما يستدعي إعادة تأهيل تلك المناطق بعناية فائقة بعد دراسة الظروف المناخية والوضع الطبوغرافي والبيئي ومن ثم إنشاء سدود صغيرة الحجم على مسار الأودية التي تتمتع بمواصفات مناسبة لإعادة التأهيل، وبالتالي خزن المياه خلف هذه السدود وتوفيرها للمزارعين في مجرى الوادي وتحسين نوعيتها مما يساعد على استعادة النشاط الزراعي في المناطق التي يمكن أن ينجح دون استنزاف للمياه الجوفية العميقة. أما مشروع أطلس الصور الفضائية للمملكة كان الموسوعة الجغرافية الأولى من نوعها التي أبرزت معالم المملكة ومواردها الطبيعية من خلال صور الأقمار الصناعية والصور الفوتوغرافية والمعلومات العلمية المتكاملة فكان مرجعاً لجميع الباحثين ومنطلقاً لإجراء المزيد من الأبحاث العلمية. ويتضمن مشروع الأطلس البيئي للمملكة إنجاز أطلس شامل باستخدام صور الأقمار الصناعية والدراسات الميدانية لتحديد المناطق البيئية في المملكة والملامح البيئية العامة لكل منطقة وإجراء دراسات بيئية مختلفة تتعرض للمشاكل البيئية وتضع تصوراً للحلول المناسبة لها.