يحظى مركز الامير سلطان لابحاث البيئة والمياه والصحراء في جامعة الملك سعود منذ تأسيسه بدعم ورعاية صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام. فقد سبق ان صدرت تويجهات سموه الكريم يحفظه الله بدعم مشروع الملك فهد لحصد وخزن مياه الامطار والسيول في المملكة، ومشروع اطلس الصور الفضائية للمملكة العربية السعودية. واليوم وجه يحفظه الله بدعم المركز لتنفيذ عدة مشاريع هامة في مقدمتها مشروع الامير سلطان لاعادة تأهيل القرى والهجر في المملكة والتوسع في تنفيذ اساليب حصد وخزن الامطار والسيول وتنفيذ مشروع الاطلس البيئي للمملكة. ان هذا الموقف النبيل لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز هو استمرار لدعم سموه الكريم للعلم والعلماء في العالم أجمع والذي تجلى في كثير من المواقف والمكرمات التي تعكس صفاء نفسه وكريم خصاله ونظرته الإنسانية السامية، ومنها إطلاقه جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه والتي يكرم فيها كل من أبدع في مجال المياه على مستوى العالم، وقد تشرّف المركز بحمل الأمانة العامة لهذه الجائزة. ويأتي دعم سموه الكريم للمشاريع الجديدة من قناعة سموه بنجاح المشاريع التي نفذها المركز بعد أن ظهرت فوائد مشروع الملك فهد لحصد وخزن مياه الأمطار والسيول في المملكة بشكل ملحوظ في توفير المياه والمحافظة عليها، فانهالت طلبات المواطنين على المركز لتنفيذ أساليب حصد وخزن مياه الأمطار والسيول من معظم مناطق المملكة. كما كان أطلس الصور الفضائية للمملكة العربية السعودية الموسوعة الجغرافية الأولى من نوعها التي أبرزت معالم المملكة ومواردها الطبيعية من خلال صور الأقمار الاصطناعية والصور الفوتوغرافية والمعلومات العلمية المتكاملة، فكان مرجعاً لجميع الباحثين ومنطلقاً لإجراء المزيد من الأبحاث العلمية. وفيما يتعلق بمشروع الأمير سلطان لإعادة تأهيل القرى والهجر في المملكة فإن هذا المشروع يأتي انطلاقاً من الحرص على تحقيق التنمية المستدامة في المواقع الازلية التي حكى التاريخ سردا لحضارات قامت على ضفاف الأودية حيث تتوافر المياه والتربة الخصبة، ما يستدعي إعادة تأهيل تلك المناطق بعناية فائقة بعد دراسة الظروف المناخية والوضع الطبوغرافي والبيئي ومن ثم إنشاء سدود صغيرة الحجم على مسار الأودية التي تتمتع بمواصفات مناسبة لإعادة التأهيل، وبالتالي خزن المياه خلف هذه السدود وتوفيرها للمزارعين في مجرى الوادي وتحسين نوعيتها، وهو ما يساعد في استعادة النشاط الزراعي في المناطق التي يمكن أن ينجح من دون استنزاف للمياه الجوفية العميقة. أما مشروع الأطلس البيئي للمملكة فيتضمن إنجاز أطلس شامل باستخدام صور الأقمار الاصطناعية والدراسات الميدانية لتحديد المناطق البيئية في المملكة والملامح البيئية العامة لكل منطقة، وإجراء دراسات بيئية مختلفة تتعرض للمشكلات البيئية وتضع تصوراً للحلول المناسبة لها. إن اهم دلالة لدعم سموه الكريم مركز الامير سلطان لابحاث البيئة والمياه والصحراء هي الثقة الغالية التي يحق لنا ان نعتز ونفخر بها، وبهذا التكليف والتشريف والدعم فإننا نرفع الى سموه الكريم اسمى آيات الشكر وندعو الله سبحانه وتعالى ان يحفظ سموه وان يمتعه بتمام الصحة والعافية وان يديم على هذه البلاد نعمه، وان يجزي قيادتها الحكيمة كل الخير لما تقدمه لهذا الوطن من عطاء اكسبها نهضة شاملة وسمعة دولية رفيعة المستوى.