الدَّبَا أو الدَّبَى - تكتب على الوجهين صحيح - كلمة عامية فصيحة تعني أصغر ما يكون من الجراد والنمل، والمفرد دَبَاة، والمقصود هنا يرقات الجراد الصحراوي ( المهاجر) قبل أن تقوى على الطيران. أما أبو حليمة فتسمية محلية للجُخْدُب: الجراد الأخضر الطويل الرجلين ( الصورة) وهو نوع (محلي) مختلف بالتأكيد عن الدَّبَى شكلاً وحجماً، فإن وجد بينها فسيكون مميزاً ولافتاً للنظر. يضرب هذا المثل الشعبي لمن يكون في موضع لافت للنظر وغير موافق لطبيعته. فائدة لغوية: ثمة أسماء محلية (شعبية) لأطوار حياة الجراد الصحراوي معروفة لدى كبار السن والجدات، وقد يظن البعض أنها موغلة في العامية بينما هي فصيحة دقيقة الوصف. فالحبشان تسمية لليرقات بعدما تفقس وتخرج من باطن الأرض وتتعرض للشمس فيتحول لونها إلى السواد. وقد جاء قي لسان العرب أن (الحُبْشان: الجراد الذي صار كأنه النّمل سواداً، الواحدة حَبَشِيَّة). والبرقان: مرحلة تلون اليرقات بخطوط صفراء وسوداء مع لون أبيض، والكلمة فصيحة أيضا فالبُرْقان: الجَراد المُتَلَوِّن، الواحدة: بُرْقانَة. والخيفان: المرحلة التي تختلط فيها ألوان الدبى، ويستطيع الطيران بسرعة بسبب خفته، والكلمة فصيحة فالخَيْفانَة: الجَرادة إذا صارت فيها خطوط مختلفة، والجمع خَيْفان، والجَراد حينئذٍ أطير مايكون، ولذلك يقال ناقة خَيْفانة، وفرس خَيْفانة تشبيهاً بالجراد لسرعتها وخفتها وضمُورها. والمِكْنة: أنثى الجراد بعد أن يمتلئ جوفها بالبيض وتصبح حمراء اللون، والجمع مِكِن، وهي المفضلة للأكل حين كان الناس يحفلون بالجراد كغذاء، وأصل التسمية فصيح فإذا قلت عن أنثى الضب والجرادة مَكُون وأمْكَنت وهي مُمْكِن إذا جمعت البيض في جوفها. الصورة: الجخدب (أبو حليمة) وله اسم محلي آخر هو (تيس العشر) والمقصود بالعشر الشجر الصحراوي؛ حيث أكثر ما يلاحظ وجوده متعلقا بأفرع نباتي العشر والحرمل السامين، ويأكل من أوراقها، ويتحرك ببطء، ولا يعرف عنه أذية للإنسان. وهو مختلف بالتأكيد عن الجراد الصحراوي المهاجر المأكول.