قالت الشرطة النيجيرية الأحد إن مسلحين قتلوا بالرصاص أو ضربوا حتى الموت نحو عشرة أشخاص خلال هجوم على قريتين متجاورتين في ولاية زمفرة النائية بشمال غرب نيجيريا في منطقة تكثر فيها أنشطة الإسلاميين المتشددين وتشيع بها الفوضى. وأضافت الشرطة أن الدافع وراء الهجوم الذي ارتكب في وقت متأخر السبت على قريتي ماكيرا وأوسو غير واضح. كما لم يتضح ما إذا كانت جماعة بوكو حرام المتشددة أو عصابة إجرامية وراءه. وقال بالا حسن وهو احد سكان زمفرة انه وعائلته نجوا بصعوبة من الموت. واضاف "دخلوا المجمع وفتحوا النيران.. كنت بالداخل ورأيتهم واقترب احدهم من بابي ونظر في الداخل لكنه كان مظلما ثم أشار إلى أحد رجاله طالبا منه احضار مصباح ثم استدار فجاة وأبلغ زملاءه بأنه لا يوجد أحد في الغرفة وهكذا غادروا ونجونا." وتقول شرطة ولاية زمفرة إن المشتبه بهم الرئيسيين عصابات من قبيلة الفولاني لكن الشرطة ما زالت تجري تحقيقات. وأدت طبيعة حياة قبيلة الفولاني شبه البدوية والتي تقوم على رعي الماشية إلى نشوب صراع مع المجتمعات الزراعية لعشرات السنين في أنحاء وسط وشمال نيجيريا وكثيرا ما يتحول إلى عنف. وقال زبيرو كاوو وهو عضو في مجموعة الحراسة "عندما بدأوا إطلاق النار وقتل الناس اقتربوا من كوخي ووقفت خلف الباب وصوبت سلاحي نحوهم لاطلاق النار لكن زوجتي طلبت مني ألا أفعل لأن هذا سيجتذب نيرانهم إلى كوخنا. وعليه لم أطلق النار لأن أصوات بنادقهم كانت تظهر أنهم يستخدمون بنادق أكثر تطورا من بنادقنا... لأنهم لو كانوا يستخدمون نفس الأسلحة لكنت أطلقت النار عليهم." وتمثل ولاية بورنو في شمال شرق البلاد والمناطق المحيطة محور أنشطة الإسلاميين المتشددين بنيجيريا لكن حملة شنها الجيش هذا العام دفعت المتشددين إلى الانتقال لعدة ولايات إلى الجنوب والغرب بما في ذلك زمفرة. ويقول محللون إن التمرد أدى إلى انهيار الأمن والقانون في أنحاء متفرقة من الشمال مما أتاح فرصة للعصابات المسلحة وميليشيات عرقية لممارسة نشاطها وتسوية حساباتها. ويمثل التشدد وما يصاحبه من زعزعة للأمن أكبر مخاطر على الاستقرار في أكبر دولة مصدرة للنفط في افريقيا. وقتلت جماعة بوكو حرام المئات العام الماضي في حملة تهدف إلى تطبيق الشريعة. ويتجاوز عدد سكان نيجيريا 160 مليون نسمة وهم مقسمون بالتساوي تقريبا الى مسلمين ومسيحيين.