رام الله - عبدالسلام الريماوي دعا الاسير مروان البرغوثي الشعب الفلسطيني وشباب فلسطين من كل المشارب والأجيال إلى أخذ زمام المبادرة وفرض الوحدة الوطنية من خلال الخروج للشوارع في الضفة وغزة والشتات والاعتصام أمام مقرات الفصائل والقيادات حتى إنهاء الانقسام. وقال البرغوثي في مقابلة معه من سجنه "اذا لم تنجز المصالحة خلال الفترة القصيرة القادمة فإن حوارا واسعا جاريا بين الأسرى لاتخاذ خطوات حاسمة وفي مقدمتها إمكانية الإضراب المفتوح عن الطعام من أجل إنجاز المصالحة والوحدة الوطنية. ودعا الرئيس المصري مرسي إلى رعاية المصالحة والمساعدة في إنجازها وتنفيذها لما في ذلك من مصلحة الأشقاء في مصر. كما دعا كافة الأشقاء العرب وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية لبذل الجهود اللازمة لإنجاز المصالحة. ورفض البرغوثي فكرة حل السلطة وقال ان المطلوب هو مراجعة كاملة لوظائفها (إسرائيل) لا تشعر بالحاجة للسلام لأن أمنها متحقق لها مجاناً وبدون ثمن سياسي ومهامها وسلوكها على قاعدة "اننا ما زلنا في مرحلة تحرر وطني"، مضيفا "يتوجب على القيادة اتخاذ قرارات حاسمة وشجاعة لجعل العام (الجديد) حاسماً، وعاماً لقيام الدولة فعليا على الأرض من خلال إنهاء الاحتلال." ودعا منظمة التحرير الى تحديد وظائف السلطة بما يخدم مشروع الاستقلال الوطني وبما يعزز الصمود الوطني ومقاومة الاحتلال، موضحا "إن إشاعة الحديث عن التنمية والإعمار وبناء اقتصاد وطني مستقل في ظل حراب الاحتلال هو وهم وسراب". ورأى ان الحصول على العضوية المراقبة أو الدولة غير العضو هي خطوة إلى الأمام، ولكن قوتها في أن تكون حلقة في إستراتيجية فلسطينية جديدة لطالما دعونا لها منذ عدة سنوات. المطلوب الآن خوض المعركة ميدانياً على الأرض لإنهاء الاحتلال وتجسيد قيام الدولة. وفيما يتعلق باستئناف المفاوضات بعد الانتخابات الإسرائيلية قال ان الرهان على الانتخابات واستئناف المفاوضات خاسر ومضلل ومأساوي، مؤكدا ان المفاوضات فشلت تماما ولم تحصد سوى أوهام وسراب ومزيد من الاستيطان والتهويد، والحكومة القادمة ستكون أسوأ واكثر تطرفاً من الحالية. واضاف: للأسف الشديد إسرائيل لا تشعر بالحاجة للسلام لان الأمن متحقق لها مجاناً وبدون ان تدفع اي ثمن سياسي، ولطالما ان تهويد القدس والاستيطان يزدهر فلماذا تذهب اسرائيل للسلام؟ فقط اذا فقدت اسرائيل الأمن تفكر بالسلام. وشدد البرغوثي على ضرورة ان تجري الانتخابات فورا ودون ابطاء، لأن المؤسسات الفلسطينية تآكلت وتجاوزت منذ سنوات القانون الاساسي، مؤكدا ان تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطني ضروري وجوهري وقانوني وهو مطلب وطني للحفاظ على شرعية الهيئات القيادية ولتوحيد الفلسطينيين في اطار واحد. واعتبر البرغوثي ان الحرب الاخيرة على غزة فشلت فشلا ذريعا فقد كانت حربا انتخابية إرهابية، ولكن الصمود العظيم لشعبنا وللمقاومة أفشلت هذه الحرب وقد حققت غزة انتصارا مهما للشعب الفلسطيني بأسره.. إسرائيل لم تكسب ولن تكسب حرباً منذ 1973 وحتى الآن، وزمن الحروب الإسرائيلية الخاطفة انتهى وولى. وفيما اذا كانت هناك جهود سياسية للافراج عنه بعدما لم تشمله صفقة شاليط، قال البرغوثي "الله اعلم... ما أعلمه أنني في الزنزانة منذ احد عشر عاماً، ولكن ثقتي مطلقة بان شعبنا العظيم لن يتخلى عن أسراه، فهناك 4600 أسير في سجون الاحتلال حتى الآن.. ومن واجب الفصائل العمل الجاد والحقيقي لتحريرهم." قال ان حركة فتح تواجه الآن تحديات كبيرة وفي مقدمتها تحدي إنهاء الاحتلال وإنهاء الانقسام والتشرذم وذلك من خلال التسريع في تنفيذ الاتفاقات التي تم توقيعها وتشكيل حكومة وحدة وطنية واحدة موحدة وتوحيد كافة المؤسسات والتحضير الفعلي لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ولعضوية المجلس الوطني. واضاف "على حركة فتح مواجهة فشل خيار المفاوضات بشجاعة وحكمة وتفعيل خيار المقاومة"، مؤكدا ضرورة المزاوجة الحكيمة والشجاعة والذكية بين المقاومة والعمل السياسي والدبلوماسي.