ظل المدربون الوطنيون الإماراتيون يبحثون عن فرصتهم طوال دورات كأس الخليج العشرين الماضية أمام هيمنة المدرب الأجنبي على الهرم الفني للمنتخب الذي اجتهد كثيراً للمنافسة في دورات الخليج قبل أن يحرزها للمرة الأولى في الدورة ال18 والتي أقيمت في العاصمة الإماراتيةأبوظبي. لكن المدرب الوطني مهدي علي نجح في كسر هذه القاعدة، وشق طريقه نحو كرسي القائد الفني ل (الأبيض) على متن عدد من الإنجازات التي حققها في الفئات العمرية لمنتخبات الإمارات كافة، بعدما أعلن اتحاد كرة القدم في ال14 من أغسطس الماضي تعيين مهدي علي مدرباً للمنتخب الإماراتي. ويبذل المدرب الإماراتي جهوداً كبيرة ليسجل نفسه في قائمة المدربين الوطنيين الذين حققوا البطولة لبلدانهم، وهم العراقي عمو بابا الذي حقق البطولة في دورات الخليج الخامسة والسابعة والتاسعة، والكويتي صالح زكريا الذي كسب مع منتخب بلاده لقب البطولة الثامنة، بالإضافة للسعودييْن محمد الخراشي وناصر الجوهر اللذين حققا البطولتين ال12 وال15. وتلعب الإمارات غداً (الثلاثاء) أمام صاحب الضيافة منتخب البحرين بحثاً عن حجز بطاقة التأهل الأولى لدور الأربعة، بعد أن حقق الفريق فوزاً عريضاً على قطر 3-1 في أول أيام البطولة. ونجح مهدي علي المولود في العام 1965 في حصد العديد من المنجزات اللافتة للمنتخبات الإماراتية، إذ قاد منتخب الإمارات للشباب للفوز بلقب كأس آسيا عام2008 فضلاً عن قيادته لمنتخب الإمارات لتحقيق إنجاز غير مسبوق، تمثل بالوصول إلى الدور ربع النهائي من كأس العالم للشباب والتي احتضنتها مصر في 2009، ونجح مهدي علي في إيصال المنتخب إلى نهائي دورة الألعاب الآسيوية في مدينة غوانجو الصينية قبل أن يخسر من المنتخب الياباني بهدف وحيد، قبل أن تشارك الإمارات في أولمبياد لندن الصيف الماضي، إذ قدم اللاعبون الإماراتيون بقيادة مدربهم مهدي علي مستويات جيدة حظيت بإشادات رسمية وإعلامية، على رغم الخروج من الدور الأول، إذ مُنيت الإمارات بخسارتين من أمام الأوروغواي 1-2 ومن أمام بريطانيا 1-3، قبل أن تتعادل مع السنغال 1-1. وبدأ مهدي علي مسيرته الكروية مع أهلي دبي وهو لم يتجاوز الثامنة من عمره، واستمرت مسيرته مع الفريق حتى موسم 1998، ولعب للفئات العمرية في منتخب الإمارات حتى وصل للمنتخب الأول، إذ شارك مع المنتخب الأول في الفترة بين عامي 1985 و1990. ورغم انشغاله بكرة القدم، إلا أن مهدي علي حاز على شهادة الهندسة الكهربائية من كلية دبي للتقنية، وعمل كمهندس كهربائي وأحد المصممين الذين شاركوا في إنجاز مشروع (مترو دبي)، بالإضافة لعمله ضمن فريق تصميم مواقف السيارات في مدينة دبي. وانطلق مشوار مهدي علي التدريبي في نهاية العام 1998 مع فريق الأهلي للبراعم، ومن ثم عمل كمدرب مساعد في منتخب الإمارات تحت 16 سنة في عام 2003، بعد أن أمضى عاماً كاملاً في العاصمة البريطانية لندن برفقة عائلته ليحصل على دورة تدريبية، قبل أن يبتعثه اتحاد كرة القدم الإماراتي إلى ألمانيا لنجح في الحصول على شهادة متقدمة من الفئة أ، ليعود ويتدرج في منتخبات كرة القدم الإماراتية، فضلاً عن خوضه تجارب جيدة مع الفرق الإماراتية، إذ درب أهلي دبي موسم 2009، ونجح مع فريق بني ياس في الحصول على المركز الثاني في دوري المحترفين الإماراتي موسم 2010. ونجح حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في إقناع مهدي علي بالبقاء مع المنتخب الإماراتي بعد نهائيات كأس العالم للشباب 2009، بعد أن أصر المدرب ابن ال47 على الرحيل والعودة لوظيفته. وجاء إعلان اتحاد الكرة الإماراتي عن التعاقد مع مهدي علي مدرباً للمنتخب الأول حتى نهاية عام 2015، ليعبّر عن إمكانية بقاء المدرب الوطني لفترات طويلة كمدرب أول، وليس كمدرب طوارئ كما يحدث في معظم دول الخليج، إذ نجح مهدي علي في فرض شروطه على الاتحاد الإماراتي، وجلس على طاولة مفاوضات مع مسؤولي الاتحاد وهو أمر لافت للانتباه.