طرح الرئيس السوري بشار الاسد امس حلا سياسيا للازمة المستمرة في بلاده منذ 21 شهرا يقوم على ان تدعو الحكومة الى عقد مؤتمر للحوار الوطني بعد وقف العمليات العسكرية في البلاد - متجاهلاً دماء الشهداء الذين سقطوا في مجازر قامت بها قواته إضافة الى نصف مليون مهاجر نزحوا من ديارهم ويعيشون في ظروف اقل مايقال عنها انها قاسية -. وقال الاسد في خطاب مباشر هو الاول له منذ سبعة اشهر القاه امام حشد كبير في دار الاسد للثقافة والفنون في وسط العاصمة السورية: إنه يعرض بنود "حل سياسي" على مراحل "ايمانا منا بضرورة الحوار بين ابناء سوريا وبقيادة سورية ومن اجل استعادة مناخ الامن واعادة الاستقرار". وفي هذه البنود "اولا تلتزم الدول المعنية الاقليمية والدولية بوقف تمويل وتسليح وايواء المسلحين بالتوازي مع وقف المسلحين كافة العمليات الارهابية، ما يسهل عودة النازخين السوريين الى اماكن اقامتهم الاصلية بأمن وامان". واضاف "بعد ذلك يتم وقف العمليات العسكرية من قبل قواتنا المسلحة التي تحتفظ بحق الرد في حال تعرض امن الوطن او المواطن او المنشآت العامة او الخاصة لاي اعتداء". ثانيا، اشار الاسد الى "ايجاد آلية التأكد من التزام الجميع بالبند السابق وخاصة ضبط الحدود". وينص البند الثالث على ان "تبدأ الحكومة القائمة مباشرة باجراءات اتصالات مكثفة مع كافة اطياف المجتمع السوري باحزابه وهيئاته لادارة حوارات مفتوحة لعقد مؤتمر للحوار الوطني تشارك فيه كل القوى الراغبة بحل في سوريا من داخل البلاد وخارجها". إلا ان الاسد اوضح في مكان آخر من الخطاب ان الحوار لا يكون مع "اصحاب فكر متطرف لا يؤمنون الا بلغة الدم والقتل والارهاب"، ولا مع "دمى رسمها الغرب وصنعها وكتب نصوص الرواية عنها"، مضيفا "من الاولى ان نحاور الاصيل وليس البديل ، نحاور السيد لا العبد". سوري يسحب فرع شجرة في وسط الشارع لاستخدامه في التدفئة .. هذا ما فعله نظام الأسد بالشعب السوري (رويترز) واوضح ان "يدنا ممدودة للحوار" مع "كل من خالفنا بالسياسة. سنحاور احزابا لم تبع وطنها للغريب، سنحاور من القى السلاح سنكون شركاء حقيقيين مخلصين لكل من يعمل لمصلحة سوريا وامنها واستقرارها". في المرحلة الثانية من الحل، قال الاسد ان "الحكومة القائمة" ستدعو "الى عقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل للوصول الى ميثاق وطني يتمسك بسيادة سوريا ووحدة وسلامة اراضيها ورفض التدخل في شؤونها ونبذ الارهاب والعنف بكافة اشكاله"، مشيرا الى ان هذا الميثاق سيعرض "على الاستفتاء على الشعب" وتنفذ بنوده "حكومة موسعة تشكل وتتمثل فيها مكونات المجتمع السوري". واشار الى ان من آخر بنود الحل "اجراء انتخابات برلمانية جديدة" يليها تشكيل حكومة وفق الدستور، من دون ان يأتي على ذكر الانتخابات الرئاسية. واكد الاسد ان اي مبادرة من الخارج "يجب ان تستند الى هذه الرؤية السيادية، واي مبادرة هي مبادرة مساعدة لما سيقوم به السوريون ولا تحل محلها". واشار الى ان الحكومة السورية ستبلور خلال الايام المقبلة هذه الافكار وتطرحها، واي مبادرة "سوف تستند الى هذه الافكار ولا داعي لنضيع وقتنا بافكار تخرج عن هذا السياق".