ساهمت التقنية الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي في خلق "هوّة" كبيرة بين الأزواج، عبر تعلّق الرجال بأجهزة الاتصالات الجديدة بجوار زوجاتهم، مما أوجد "حالة غُربة" بين الطرفين؛ ليغيب التواصل العاطفي، وتسود لغة الصمت القاتل، إضافةً إلى زيادة الشكوك الكثيرة التي تعصف بعقل الزوجة، من خلال مشاهدتها شريك حياتها وهو يحاول أن يخفي ابتساماته أثناء مراسلاته عبر "الواتساب" أو "البلاك بيري"، فيما يُغلق الجوال عند اقترابها منه!. وأكد أخصائيون ومستشارون في شؤون الأسرة على أنّ الكثير من قضايا الطلاق والخلع والمشاكل ما قبل الانفصال تأتي بسبب اكتشاف الزوجة تصرفات غير مقبولة من قبل الزوج، كمحادثات ورسائل على جهازه المحمول مع امرأة أخرى؛ مما يجعلها تعيش في قلق وعدم استقرار، إضافة لاهتزاز ثقتها في زوجها لتبدأ بعدها سلسلة المشاكل التي لا تنتهي في أغلب الأحوال بشكل ودي. تغزل وإعجاب وتشير سيدات إلى أن أكثر ما يغضبهن هو سماع عبارات المديح والغزل من قبل أزواجهن لمذيعات أو ممثلات التلفزيون حتى وإن كان ذلك من باب المزح، فيما لا يثير هذا التصرف آخريات لثقتهن بأنفسهن، إلاّ أن جميعهن لن يغفرن لأزواجهن فكرة محادثة نساء بدون أسباب مقنعة كزمالة العمل التي تحتم ذلك ولكن وفق ضوابط تشترط عدم إزالة الحواجز والمسافات التي تعطي احتراما للجميع. وينصح مختصون في شؤون الأسرة الزوجات عند اكتشافهن لتصرفات غير مقبولة من قبل أزواجهن كمحادثات ومراسلات لنساء بالتروي وعدم الاستعجال في مواجهتهم؛ لمنع تفاقم المشكلة التي قد تتسبب في انهيار الأسرة. مراهقة متأخرة وذكرت "مها" أنّها لاحظت بعض التصرفات المريبة من زوجها ما دعاها لمراقبته وتفحص جواله المزود برقم سري استطاعت أن تلتقطه؛ لتكتشف أنّ هناك علاقة بين زوجها وامرأة أخرى؛ مما جعلها تصاب بخيبة أمل وإحباط شديد، نظراً للثقة الكبيرة التي كانت تنظر بها لزوجها، مضيفةً: "استرجعت بعد ذلك شريطا من الذكريات واكتشفت بأني كنت مخدوعة جداً، حيث كنت احترم رغبته بالجلوس لوحده في المنزل لاعتقادي بأنّه يريد أن يرتاح بعد يوم حافل بالتعب والجهد في العمل، إلاّ أنّ واقع الأمر أنّه يعيش في مراهقة متأخرة تسيء لصورته كأب لأبناء تجاوزوا مراهقتهم"، مبيّنةً أنّ زوجها الخمسيني كان بالكاد يكتب رسالة في الجوال، ولكنه بعد أن امتلك أحد الهواتف الذكية أصبح مدمناً على الدردشة في "الواتساب" بطريقة مريبة، يشجعه على ذلك رفقته الذين يدعون المثالية في صفحاتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما أغلب ردودهم وإضافاتهم تكون خاصة بالنساء!!. التقنية تركت الزوجين في عام افتراضي آخر تروّ وعدم تسرع وقال "صلاح آل مطر" -أخصائي اجتماعي- :"انتشار التصرفات غير المسؤولة من قبل بعض الأزواج؛ نتيجة لغياب الوازع الديني بالدرجة الأولى، إضافة لأسباب أخرى كعدم التكافؤ العمري، والاجتماعي، والعلمي؛ مما يجعل التقاء الأفكار والأهواء مختلفاً بشكل كبير بين الزوجين، ويسبب ذلك في بعض الأحيان بحث أحدهم عن شريك آخر يشاركه اهتماماته وميوله، حتى وإن كان ذلك بطريقة خاطئة"، ناصحاً الزوجة عند اكتشافها لخيانة زوجها بالتروي والتفكر بالطريقة المناسبة لمواجهة هذا التصرف، وعدم المصارحة والمواجهة إذا كانت ترى أنها تؤدي لخلاف كبير، مع عدم ترك حقها من خلال تجاهل ذلك، من خلال التلميح له بشكل غير مباشر بسوء مثل هذه التصرفات، إضافة لمحاولة التقرب أكثر للزوج وعدم تركه لوحده، لتتاح له فرصة محادثة أخريات سواء عبر الهاتف أو الانترنت، واللجوء للهواتف الاستشارية المتاحة في العديد من الجمعيات الخيرية والبرامج الأسرية لمعرفة الطريقة الأمثل للتعامل مع هذه المواقف. ملل عاطفي وأضاف "آل مطر": "على الزوجين الحذر من الملل الذي قد يصيب العلاقة بينهما، بسبب رتابة روتين الحياة، حيث انّها تساهم بظهور بعض التصرفات الصبيانية عند الزوج، فالزوجة هي المعالج الرئيس لأي طيش يطرأ في حياتها، وذلك من خلال الاهتمام بترك بصمة جميلة في حياة شريكها، بما يمنعه من التفكير في النظر لأخرى بعد أن وجد الاهتمام، والسعادة، والراحة الكاملة من زوجته التي تفاجئه بتغيير مستمر في الحياة الزوجية، سواء من خلال ترتيب ديكور المنزل، أو حتى بطريقتها في اللبس والتزين؛ مما يجعله بعيدا عن الإصابة بالملل العاطفي الذي يتحجج به العديد من الرجال". "ما قصرت معه"! وأشار "آل مطر" إلى أنّ هناك العديد من الأسباب التي تؤدي لظهور تصرفات غير مقبولة من الزوج أو الزوجة وجميعها بالغة الأهمية، ولا يجب أن يتهاون بها، حيث انّ كثيرا من الاستشارات الأسرية التي ترد من قبل سيدات يشكين من اكتشافهن لمحادثات بين أزواجهن مع نساء، يدعين بأنّهن لم يقصرن في أداء واجباتهن والعناية بالمنزل والزوج والأبناء، إضافة للكثير والكثير، إلاّ أنّهن يعترفن بتقصير واحد صغير كعدم إبداء الاهتمام في الهوايات التي يحبها الزوج، معتبرين ذلك بالأمر التافه، ولا يعطي الحجة للزوج أن ينظر لأخرى، موضحاً أنّ الحقيقة تكمن في عدم إغفال الجزئيات الصغيرة في العلاقة الزوجية، وذلك من مبدأ أنّ النار الكبيرة قد تكون من شرارة صغيرة؛ مما يجعل من الضروري أن تنتبه المرأة من المغريات الكثيرة التي قد يتعرض لها الزوج، سواء من القنوات التلفزيونية أو من خلال عالم الانترنت الواسع، أو حتى من رسائل "الواتساب" و"البلاك بيري" لتعمل على توفير كافة نوافذ السعادة التي يرغب بها الزوج، وعدم إغلاقها ما يعطي الحجة له بالبحث عن نوافذ أخرى خارج المنزل.