تتطلع الجماهير السعودية إلى أن يكون كأس "خليجي 21" انطلاقة حقيقية للكرة السعودية للعودة إلى أمجادها وسابق عهدها بعد الإخفاقات المتكررة التي لازمتها في الأعوام الأخيرة وأدت إلى تراجع المنتخب للمركز 126 في التصنيف الدولي وهو الاسوأ له طوال تاريخه، فبعد إنجازات عدة وصعود دائم لمنصات التتويج ابتعد "الأخضر" عن الذهب في الأعوام الماضية وبات غريباً عنه بعد أن كان صديقاً دائماً له، ليس كذلك فحسب بل ان منتخبنا السعودي غاب عن نهائيات كأس العالم 2010م لأول مرة بعد وصوله ثلاث مرات متتالية وسيغيب عن نهائيات كأس العالم 2014م أيضاً بل انه خرج من التصفيات الآسيوية الأولية. تلك النتائج السلبية أثرت بشكل او بآخر على الفرق السعودية ومشاركاتها الخارجية سواء الخليجية أو العربية أو القارية إذ انعكست عليهم نتائج الأخضر السعودي وهو ما أدى إلى ابتعادهم عن البطولات، وعليه فإن كأس خليجي 21 بعتبر نقطة تحول في مسيرة كرة القدم السعودية سواء المنتخبات أو الفرق، فالفوز بالبطولة ونيل لقبها سيعيدنا للواجهة مجدداً وسنستعيد جزءا من هيبتنا التي فقدت مؤخراً، أما خسارة اللقب فستزيد الطين بلة وترمي بنا إلى المجهول. خيارات الهولندي ريكارد لن تتغير وعلى الإعلام الوقوف معه كأس خليجي 21 يعتبر محكا حقيقيا لاتحاد القدم الجديد (المنتخب) لا سيما وأن رئيسه أحمد عيد لا يعتبر جديداً على الكرسي كونه كان مكلفاً قبل فوزه بالانتخابات، وتنتظره مهمة عمل شاقة وأعضاء مجلس إدارته في سبيل إعداد وتهيئة الأخضر السعودي لخوض غمار البطولة خصوصاً وأن كؤوس الخليج تحتاج إلى إعداد نفسي مختلف تماماً عن باقي البطولات. المدرب الهولندي ريكارد الذي فاز في مباراتين رسميتين فقط من أصل عشر مباريات رسمية درب فيها صقورنا الخضر مطالب بمسح الصورة الباهتة التي أظهر بها المنتخب في الفترة الأخيرة والرد بطريقته على الانتقادات الواسعة التي طالته خصوصاً بعد مقارنة نتائج المنتخب معه بقيمة عقده المادية والتي تواترت الأنباء حولها وإن كان الأرجح 42 مليون ريال سنوياً، وعليه أن يدرك جيداً بأن الجماهير السعودية لن تقبل في خليجي 21 إلا بالذهب، أما الجهاز الإداري فهو على المحك وأي سقوط جديد للمنتخب السعودي (قد) ينهي علاقته به. نعقد على اللاعبين آمالاً عريضة في أن يغسلوا أحزان الكرة السعودية وأن يعودوا إلينا من البحرين بالذهب ولا غيره وأن يسعدوا الجماهير التي أحزنوها كثيراً في الأعوام الأخيرة وبالتأكيد ان ذلك لن يحدث إلا إذا حضرت الروح والعزيمة والإصرار والغيرة على الشعار مثلما حضرت في المباراة الأخيرة مع الأرجنتين وأبصم بالعشرة لو أن اللاعبين ظهروا بنفس الروح والمستوى سيتوج الأخضر السعودي بالذهب. الاعلاميون والكتّاب تنتظرهم مهمة لا تقل عن مسؤولي الأخضر السعودي واللاعبون كونهم مطالبين بالوقوف مع المنتخب أكثر من أي وقت آخر لأنه بحاجة فعلاً لكتاباتهم الإيجابية التي تعيد الثقة في اللاعبين وتحفزهم فبعض الانتقادات لن تجدي نفعاً في هذه الأيام خصوصاً تلك التي تتعلق بالتشكيلة واختيارات المدرب.