يجمع الطلاب السعوديون الذين امضوا دراستهم في جامعة كانساس إحدى أشهر جامعات الوسط الأمريكي خلال فترة العشرين عاما الماضية على أن السيدة ميري مقانس نائبة مدير معهد اللغة في الجامعة والمدرسة السابقة في المعهد تعد واحدة من أنبل الأشخاص الذين مروا عليهم باعتبار الدور الإنساني والاجتماعي الذي تقدمه لهم كطلاب فارقوا وطنهم إلى ارض جديدة، حيث تواصلت معهم داخل وخارج المعهد ووقفت معهم في أحلك الظروف لتزرع في نفوسهم الثقة والعزم على إكمال ما جاءوا من اجله حيث أسهم هذا في رفع معنوياتهم بالشوق للوطن. ولم يقتصر الأمر فقط على الطلاب السعوديين وحسب؛ بل حتى المجتمع الإسلامي بمدينة لورنس يقدر لهذه السيدة المنحدرة من أصول مسيحية كاثوليكية متدينة تواصلها معهم في أحلك المواقف وبذلها الجهد والوقت لخدمة أفراد ذلك المجتمع بدافع الإنسانية. احد ابرز المواقف التي يسجلها المجتمع المسلم للسيدة ميري هو موقفها بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر حينما زارها طالب سعودي ليخبرها أن المجتمع السعودي والإسلامي يرفض الإرهاب وينبذه لتجيبه بكل بساطة إن كان لديكم إرهابيون فلدينا تيموثي ماكفي في إشارة إلى الإرهابي الأمريكي الذي قام بتنفيذ انفجار أوكلاهوما سنة 1996 وراح ضحيته أكثر من 200 شخص من مختلف الأعمار. "الرياض" زارت السيدة ميري مقانس في مكتبها وروت بابتسامتها التي لا تفارقها بقية أجزاء تلك القصة قائلة حضر احد طلابي ويدعي قاسم بخاري.. كان يبدو عليه الارتباك والقلق فأخبرته أن الإرهابيين لا يمثلون إلا أنفسهم وان أمنكم وسلامتكم في لورنس هي مسؤوليتنا كأمريكيين فليس لكم ذنب في هذا العمل الغادر، وأضافت في يوم الجمعة التي تلت الانفجار ذهبت وبرفقتي عدد من زملائي بالمعهد إلى المركز الإسلامي في لورنس الذي اعتدت الذهاب إليه كثيرا لحضور مناسباته وفعالياته المختلفة وبعد الصلاة ألقيت كلمة أخبرتهم فيها أننا سنتولى حمايتهم وتلبية احتياجاتهم وإيصالهم إلى أي مكان يريدونه. وأصبحت تتردد بين الحين والآخر على المسجد لتتأكد انه في أمان كما أن علاقتها بالمجتمع هناك ازدادت صلابة. وعن علاقتها بالطلاب السعوديين قالت: الطلاب السعوديون رائعون أجد في أرواحهم الأصالة والطيبة وحب الخير؛ وعلاقتي بهم بدأت منذ أكثر من عشرين عاما. كما أنها تحتفظ بالكثير من الصداقات مع سيدات سعوديات درسن لديها وعملت معهن في مجال النشاط الاجتماعي خارج المعهد حيث كررت كثيرا كن رائعات حقا . ميري مقانس أكدت أن المحبة والإنسانية هي الخلق الأسمى والأبقى بيننا كبشر وأن أمها كرّست فيها محبة الآخرين وتقديم الخير لهم.