لن نغدو معول هدم لمشاعر التفاؤل والأمل، ولا نلام لو خالج نفوسنا بعض إحباط أو خوف أو يأس بما هو أفضل أو سيطر علينا قلق، ولكن عودة مشاركات المنتخب السعودي في دورة الخليج مهما اختلفت الآراء حولها ما بين معارضين لاعتقادهم أن لا فائدة منها ويفترض أن تلغى أو لا نشارك فيها، وآخرين ممن تعلقت أرواحهم بالمحلية كرهوا أن يقف الدوري المحلي لخاطر هذه الدورة، وهناك مصابون بفرط يأس وإحباط من جدوى تغير الوضع المنتكس لمستويات المنتخب متأثرين بتكرار مرات تعثر خطواته حد أن أوصلهم لقلة الاهتمام واللامبالاة بالحدث، ومثلهم من انصرفوا لمتابعة الدوريات الأوربية وتركوا رياضة البلاد جملة وتفصيلا، وغيرهم لجأ للإسقاطات فنقم على التشكيلة الأساسية للمنتخب، يستغربون وجود أسماء يرون أنها لا تستحق أن تكون ضمن الاختيار بل وبدأوا يعدونهم الشماعة ويعلقون عليهم الهزائم قبل وقوعها، وأيضاً يلومون غياب أسماء بارزة من وجهة نظرهم وكان لزاماً أن تكون في صفوف "الأخضر"، وفي معمعة كل ذلك فالمشاركة تحصيل حاصل والمنتخب سيمثل شعار واسم الوطن بعيداً عن الانتماءات للأندية المحلية، وهم في الملاعب بالأخضر والأبيض سعوديون لا نموذجيين ولا زعماء ولا عالميين ولا راقين ولا شيوخ أندية بل هم كل ذلك لأن ما يجب أن يكون أن يصبح حقهم علينا نموذجية التفكير فيهم، ورقي التعامل معهم، وزعامة الولاء لهم، وعالمية الوقوف معهم على الحلوة والمرة، وفي قلوبنا شيوخ الأندية خليجيها وعالميها ماداموا بحاجتنا. لعلها فكرة تستحق التجربة فكما توقف الدوري المحلي يتوقف التعصب والولاءات المحلية، وننشغل بما هو أولى فنجرب أن نتحلى بروح رياضية وعلى قلب مشجع رياضي سعودي واحد، ومهما تفرقت توجهاتنا الرياضية نجتمع ونتفق على إيماننا بقادم مشرق لمنتخبنا وبالتالي لرياضتنا بالكلية، فلا ننسى أنه بحاجتنا اليوم فالتصفيق والتشجيع والإطراء والوقوف معه حال الفوز والتقدم والصدارة والتألق والبروز نكتة لا تضحك لأن الرخاء يكثر فيه الأصحاب والأحباب والمساندون والمطبلون وحتى الناعقون، ولكن الإخلاص وطيب الأصل ووحدة الصف وما يستحق أن يبذل لأجله ويخجل عن الإخفاق فيه من رفاق الشدة، وقد قالوها كلمة حكمة: (اليد التي تنهضك عند تعثرك أصدق من ألف يد تصافحك عند الوصول). * جراحنا غائرة وهمومنا اشبه بالجبال وخُذلنا كثيراً وطويلاً بيد أن التخلي عن المنتخب، ومبدأ سنتركك وإن قدمت ما يشفع لك عندنا ويستحق الذكر سنعود، لا أدري ما قد أسمي هذا ولكن مجرد التفكير فيه يبرر لي العد التنازلي لأحوال الرياضة، وسر(نفسي نفسي) في الأندية واللاعبين وبين الجماهير هذا تفسير ما يحصل لنا وإن كنت أعول كل ذلك لأسباب أخرى لي معها عودة.