جاء إعلان الهيئة العامة للطيران المدني عن فوز شركتي "طيران الخليج وشركائهم"، و"شركة الخطوط الجوية القطرية"، كناقل جوي في المطارات السعودية ليمثل فتحاً مبيناً في نظر مراقبين لسوق السفر والسياحة بعد عقود من انفراد المشغل الواحد، وتجارب محبطة لمشغلين اثنين تعثر أحدهما وتوقف عن العمل قبل فترة. وتأتي خطوة الهيئة بتحرير أجواء المملكة من حقبة الاحتكار لتعكس الشعور العام بأهمية الارتقاء بخدمات النقل الجوي في البلاد، والتي تمثل بشكلها الحالي صورة متراجعة كثيراً عن مثيلاتها في دول الجوار. وقد وصف مهيدب المهيدب المستثمر في مجال السفر والسياحة خطوة الهيئة العامة للطيران المدني بالصائبة، وقال إن هيئة الطيران المدني تُشكر على هذه الخطوة التي عدها فتحاً جديداً في مجال النقل الجوي في المملكة، وأكد أن لجنة السفر في الغرفة التجارية كانت طيلة السنوات الماضية تنادي بها، مشيراً إلى أن المواطنين في المملكة عانوا الأمرين فيما يخص الحصول على مقعد في رحلة داخلية في السنوات الأربع الأخيرة في أغلب مدن المملكة. وقال المهيدب إن الارتقاء بخدمات السفر الجوي باتت مطلباً ملحاً للسعوديين في ضوء الحراك الاقتصادي الحالي وبالنظر إلى مساحة المملكة وتعدد مدنها وأقاليمها، مشيراً إلى أن المواطن اليوم قد يكون مستعداً لدفع قيمة الحصول على تلك الخدمات متى ما كانت ترقى إلى طموحاته وتطلعاته. وقال: إن أسعار الرحلات الداخلية لم تتغير منذ 20 عاماً، ملمحاً إلى إمكانية تحرك تلك الأسعار بالتزامن مع التوسع والرقي في خدمات السفر في ظل التطورات المقبلة التي سيشهدها هذا السوق. وتوقع مهيدب المهيدب أن يحصل المواطنون الذين سينهون حجوزاتهم قبل رحلاتهم بوقت مبكر على ما أسماها الأسعار المعتدلة، فيما سيحصل من يحجزون قبيل رحلاتهم بوقت قصير على أسعار أعلى حسب ما قال. وطالب المهيدب هيئة الطيران المدني أن تبذل قصارى جهدها في أن يحصل المواطنون والمقيمون الذين يحجزون لرحلاتهم بوقت كافٍ على الأسعار الحالية المعتدلة، وأن تقدم خدمات راقية وانضباط بما يرقى إلى تطلعات المواطن في الحصول على خدمات لطالما كان يطمح في الحصول عليها. ويأتي فوز شركتي "طيران الخليج وشركائهم"، و"شركة الخطوط الجوية القطرية"، كناقل جوي في مطارات المملكة بعد مراحل شهدت تقديم العطاءات من قبل الشركات الستة المتقدمة للحصول على رخصة ناقل جوي وطني. وكانت الهيئة قد أوضحت أنها حللت العطاءات وقيمتها وفق ثلاث مراحل، بمساعدة شركة (إس إتش آند إي الأمريكية العالمية) المستشار الفني للهيئة، كما تضمنت منهجية تقييم الشركات المتنافسة المعايير والإجراءات المستخدمة عالمياً، التي تشمل توافق العرض مع وثيقة طلب العروض ومصلحة المسافرين في السعودية، وملاءمة إستراتيجية الشركة التشغيلية للشبكة الداخلية والدولية. وغابت عن المشهد «طيران الإمارات» والتي تعتبر واحدة من أفضل خطوط الطيران في المنطقة والتي قالت في وقت سابق أن الشروط التي وضعتها الهيئة العامة للطيران المدني السعودية الخاصة بمنح رخص الناقل الجوي الجديدة لتشغيل رحلات داخلية ودولية تعد من وجهة نظرها غير مشجعة على المنافسة. إحدى طائرات أسطول الخطوط الجوية السعودية الجديدة