في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ العدالة الجزائرية قضت محكمة جزائرية بالبراءة في حق مواطنة مشتبهة في التورط في مقتل شقيقين في غضون أقل من 5 سنوات، الأول رضيع اسمه إسلام، لا يتجاوز عمره 25 يوما، والثانية صبية اسمها " سندس " تبلغ من العمر 6 سنوات وجدت مخنوقة قبل ثلاثة أيام فقط داخل خزانة بيت العائلة " قسوم " الكائن أعالي العاصمة الجزائر. وكان العثور على "قسوم سندس" الخميس جثة هامدة و على رقبتها آثار خنق داخل خزانة، الحادثة التي حركّت خبايا حكاية أغرب من الخيال وصلت تفاصيلها العدالة الجزائرية، تورطت فيها المدعوة "فاطمة" المتهمة الرئيسية في مقتل الصغيرة سندس، فاطمة هي زوجة عم الضحية، كانت بناء على قرار غرفة الاتهام الصادر عن مجلس قضاء البليدة (80 كلم غرب العاصمة الجزائر) متابعة بجرم القتل العمد العام 2009 في قضية سابقة تتعلق باختفاء ثم مقتل شقيق "سندس" الرضيع " إسلام " إسلام قسوم اختفى يوم 17 يونيو 2008 وكان قبل اختفائه، في سريره في غرفته يغط في النوم بعد إرضاعه، لكن الصبي اختفى بعد نصف ساعة، و تسارع العائلة للبحث عنه داخل البيت و خارجه لكن لا أثر له، والغريب أن العائلة لم تكتف بإخبار مصالح الأمن بالاختفاء المفاجئ للرضيع لكنها تسارع إلى إحضار أئمة و راقين لتلاوة القرآن في البيت و من حوله عسى "الأرواح الشريرة" التي كانت العائلة تعتقد أنها تقف وراء اختفائه تعيده للبيت. ولم تفلح جهود الرقاة أول مرة في التوصل إلى نتيجة، ولم يتم العثور على الرضيع جثة هامدة مزرقّة و مسوّدة إلاّ بعدما عاود إمام راق تلاوة القرآن بشكل مكثف أدى إلى شعور واحدة من أعضاء العائلة واسمها "فاطمة" بالضيق الشديد في صدرها والرغبة في القيّ قبل أن تفاجئ الحضور بالتحدث بصوت ليس صوتها، صوت خشن رهيب مفزع تلّونت معه صفات وجهها، وتعلن للجميع أن الرضيع موجود تحت شجرة خلف المنزل، بل ويؤكد الراقي أن الجني الذي يسكن فاطمة "جني خطير جدا". وأدى اكتشاف الرضيع مرميا خارج البيت قبيل وصول أفراد الأمن، الذين كانوا في السابق استعانوا بالكلاب المدرّبة للبحث عن الرضيع المختفي لكن دون جدوى، أدى إلى توجيه التهمة إلى المدعوة (م . فاطمة) زوجة العمّ، على اعتبار أنها هي من أخبرت عن مكان وجود الصبي، بعدما أمرها الراقي بمخاطبة الجني و تطلب منه إظهار الطفل و هو ما حدث، حيث سارعت العائلة إلى المكان و تصاب بالذهول بعد رؤية صغيرها مرميا على الأرض و آثار الحليب تخرج من فمه وأذنيه تحت نافذة المطبخ وراء المنزل بالقرب من شجرة كبيرة. وانكرت فاطمة تهمة القتل العمدي و ظلت تنكر التهمة خلال جميع مراحل التحقيق موضحة بالدليل أنها اثناء اختفاء الرضيع كانت جالسة رفقة باقي أعضاء العائلة في غرفة واحدة يشاهدون التلفاز، قبل أن تسمع مثل غيرها صراخ الأم التي هالها الاختفاء المفاجئ لرضيعها و هي التي كانت قبل ذلك تركته لأقل من نصف ساعة نائما في سريره. وكشف الطبيب الشرعي الذي مثل أمام المحكمة كشاهد أن عملية التشريح التي خضع لها إسلام بيّنت آثار خدوش داخل الفم توحي و كأن شخصا (ما) كان يحاول إخراج شيء من فم الرضيع، ولم يسجل الطبيب أي آثار لاعتداء أو عنف ما على جثة الضحية. واستطاعت فاطمة (من مواليد 1983) أن تنفذ بجلدها من هذه القضية بعدما برأتها المحكمة من تهمة القتل العمد بدعوى أن القاتل الحقيقي هو "جّني" وليس فاطمة، فيما كانت النيابة العامة التمست تسليط أقصى العقوبة و طالبت بالمؤبد في حق زوجة العم التي كانت تشاطر عائلة قسوم البيت العائلي الكبير. و تكبر الإستفهامات بشأن مصير فاطمة الآن في قضية مقتل شقيقة إسلام "سندس"، هل سيكون "الجّني" هو المذنب الحقيقي أم فاطمة؟