الدعوة إلى الله والدين الحنيف ليست محصورة في المساجد ومكاتب الدعوة والمخيمات الدعوية فحسب أو حتى من خلال القنوات الفضائية الدعوية وحلقات الفتوى أو مُقتصرة على الدعاة وأئمة المساجد والعلماء الأجلاء وحدهم، بل كل مطالب للدعوة إلى هذا الدين القويم كلٌ على قدْر استطاعته ودرجة الواجب عليه، فلو نظرتَ إلى اللاعب وهو يُشاهَد من ِقبَل فئاتٍ من الناس في المدرجات وخلف الشاشات، لوجدتَ أنه في أيّ تصرف سيؤثر على مَنْ يُشاهِده إنْ خيراً فخير وإنْ شراً فشر، ومثله حكم المباراة، فسجود اللاعب مثلاً عند إحراز أي هدف أو رفعه ليديه نحو السماء معبّراً عن شكره لخالقه فيما حقّقه أو اعتذاره لزميله أثناء خشونة اللعب أوحتى المصافحة قبل المباراة وبعدها، كل ذلك يُمثّل صورة اللاعب المسلم الخلوق ويعكس للمُشاهد روح المسلم التي يجب على الإنسان أن يتخلّق بها، وتكون هذه التصرفات الحسنة إنْ أحسن اللاعب النية فيها من أساليب الدعوة إليه على بصيرة، وإنْ أتى بعكسها وخلافها فستكون من الهباء المنثور الذي لاينفع صاحبه بل هو إلى الضر أقرب إليه من النفع . وليعلم اللاعب وحكم المباراة وكل من يعرض نفسه للبث المباشر خلال المباراة أن الحركات والسكَنات محسوبة عليه حتى وإنْ أتت من غير قصد فالمجتمع الرياضي لا يَرحم، وليُحسِن كل منا نيّته ولا يضيره ما يقولون ويكتبون، فعند الله تجتمع الخصوم.