نجح المنتخب المصري، أو كما يحب أن يطلق عليه محبوه منتخب الساجدين، في إضافة إنجاز كبير للكرة المصرية، بفوزه بكأس إفريقيا للمرة الثالثة على التوالي. وهذا المنتخب الذي بناه المدرب الوطني الخلوق حسن شحاتة، جمع بين الخلق والأداء الكروي الراقي، والعزيمة والإصرار على تحقيق الإنجازات. عُرف عن هذا المنتخب الالتزام الخلقي، والمحافظة على الواجبات الدينية، والفرحة بتسجيل الأهداف دائمًا يصاحبها سجود جماعي للاعبين، وهذا شيء إيجابي فطري، تعوّد عليه اللاعبون. ولعلّ هذا الأسلوب السلوكي المصري الذي تعوّدوا عليه بعد المباريات بسجود الشكر لله سبحانه وتعالى، جعل الكثير من المتابعين، وخاصة في الإعلام المصري أن يُطلق عليهم لقب منتخب الساجدين، ولعلّ البعض منّا يتذكر في البطولة الماضية ما أوردته بعض الصحف المصرية، وبعض وكالات الأنباء عندما قام محمد أبو تريكة بعد تسجيل هدفه فى مرمى الكونغو، وزملاؤه اللاعبون بالمنتخب بالسجود أثناء لعبهم مع المنتخبات الإفريقية آثار فضول كثير من الشعب الكونغولي، ومشجعى كرة القدم هناك، فتوجّهوا لسؤال مفتى الكونغو الشيخ عبد الله منجالا لوبا عن سبب ما يقوم به اللاعبون المصريون، حيث ظنوا أن المصريين يمارسون طقوسًا تساعدهم على الفوز بشكل مستمر ببطولات إفريقيا، فرد المفتي عليهم بقوله: إن هذا ما هو إلاّ شكر لله سبحانه وتعالى على ما أنعم به على اللاعبين من نعمة. والدّين الإسلامي يحث على ذلك، وهى الشكر والسجود لله، وأخذوا يسألونه عن الإسلام وشريعته حتى أسلم بعضهم، وأثنى مفتى الكونغو الشيخ عبدالله منجالا لوبا -حينذاك- على تصرفات وسلوك اللاعبين المصريين مع المنتخبات الإفريقية، وسجودهم شكرًا لله؛ ممّا أدّى لاعتناق بعض الأفارقة الإسلام، وعندما غاب أبو تريكة في البطولة الأخيرة ظهر أحمد حسن كقائد خلوق ومبدع في المنتخب المصري، رغم وصول سنه ل 34 عامًا، وقدّم عطاءً كرويًّا متدفقًا، ومعظم لاعبي المنتخب تخطوا الثلاثين، ومع ذلك كان ذلك العطاء عندما كانت الصحافة تنظر أنه يمثل الوطن لا أنه يمثل الأندية. المنتخب المصري به عدة من مظاهر طيبة مثل المحافظة على الصلاة، كمنتمين لبلد مسلم كبير كمصر، وتوزيع الأموال والمساعدات على الفقراء في دول إفريقيا، وفي بطولة إفريقيا لعام 2008 قام لاعبو المنتخب بالتبرع بمبلغ ضخم لبناء مسجد في مدينة كوماسي الغانية. مبروك لهذا المنتخب الفوز، ونتمنى لهم مزيدًا من التوفيق. [email protected]